ضجت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية أمس بما قام به وزير الخارجية المصري سامح شكري عندما أزاح مايكروفوناً يحمل شعار الجزيرة من أمامه أمس الأول، وألقاه أرضاً بعد وصول وزراء الري والمياه والخارجية في كل من السودان ومصر وأثيوبيا إلى القاعة المخصصة لاجتماعات سد النهضة الأثيوبي في الخرطوم، وعلّق قائلاً «من النهار ده مافيش قناة الجزيرة»، ووصفه بعض المعلقين والمشاركين لفيديو الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعي ب«أسد الخارجية»، غير أن ما فعله عبّر عما يجيش في صدر ملايين المصريين تجاه فضائية وصفوها بالمتحاملة على الإدارة والوضع المصري. ٭ ميلاده وشخصيته في العشرين من أكتوبر عام 1952م أطلق سامح حسن شكري سليم صرخته الأولى، ويحمل - البكالوريوس في القانون- من جامعة عين شمس، وهو متزوج وله ولدان، عرف بالقوة والصلابة في الدفاع عن الحقوق المصرية والعربية وبخاصة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتتهمه الدبلوماسية الأمريكية بتعمد التعامل بفظاظة مع الدبلوماسيين الغربيين وبعض التصرفات التي تصل إلى حد السخرية. يتحلى بالصبر في اجتياز التحديات كما أنه قد يتصرف بعفوية تخرق البروتكولات والتعامل الدبلوماسي رغم أناقته التي تظهر على مظهره. ٭ مواقع تقلدها التحق سامح بالسلك الدبلوماسي في عام 1976، حيث شغل منصب السفير في سفارتي مصر ولندن وبوينس آيرس، و- البعثة الدائمة لمصر- في نيويورك، ومدير مكتب وزير الشؤون الخارجية أحمد أبو الغيط (2004- 2005)،. وعمل مندوباً لمصر في مقر الأممالمتحدة في جنيف (2005- 2008)، وسفير جمهورية مصر العربية في واشنطن، الولاياتالمتحدةالأمريكية (2008 - 2012)، ثم تم تعيينه كوزير لخارجية مصر في 2014 ونال خلال مسيرته الدبلوماسية الحافلة العديد من الأوسمة والأنواط. ٭ مواقف صعبة واجه شكري أزمته الأولى بعد أشهر معدودة من توليه منصبه الحالي، حين تفجرت أزمة المصريين على الحدود التونسية الليبية، فاضطر إلى الذهاب حتى المعبر الحدودي في محاولة للتوصل إلى حلول للأزمة، قبل أن يواجه بعدها أزمات متعددة داخلية لا علاقة له بها من الأساس، وتحسين صورة مصر أمام العالم من خلال الرد على الانتقادات الموجهة للحكومة، فكان بمثابة «حائط صد» يحاول احتواء الأزمات المتكررة داخلياً وخارجياً. ومن القضايا التي واجهت شكري، تلك التي تتعلق بقرارات أمنية أصدرتها وزارة الداخلية مثل رفض التأشيرات الفردية والسماح للتأشيرات الجماعية فقط، والتي لاقت رفض الكثير من الدول وشركات السياحة. وتعرض شكري لموقف محرج عندما كان يقرأ بياناً رسمياً في حضور نظيرته المكسيكية بعد حادث مقتل السياح المكسيكيين في حادث -الواحات- بالخطأ، وذلك عندما قال بالإنجليزية جملة end of text أو نهاية النص، وهي جملة لا يفترض أن يقرأها لأنها إشارة للقاريء بأن يتوقف عن الكلام، وتناقل بعض الصحفيين الحاضرين هذا الموقف على تويتر كتعبير عن تركيز الوزير في ما كان يقرأه. ٭ العلاقة بين مصر وقناة الجزيرة يرجع تاريخ توتر العلاقات إلى الدور الذي لعبته فضائية «الجزيرة» القطرية في ثورات الربيع العربي، وبشكل خاص في تونس ومصر وليبيا، بالإضافة إلى استضافتها الشيخ يوسف القرضاوي الذي يعتبر الزعيم الروحي العالمي لتيار الإخوان المعارض الأول لحكومة السيسي. اعتبر السفير السابق الرشيد أبو شامة إزاحة وزير الخارجية لميكرافون فضائية الجزيرة بأنه تصرف لا يشبه شخصية دبلوماسية مرموقة كوزير خارجية، وأنه كوزير لا بد له أن يتحلى بالحصافة والحس الدبوماسي، أما من منظور البروتكول والمراسم فتسمى مثل هذه التصرفات ب«الإاستثنائية» والتي لا تمس شخصاً بعينه، ولكن من الذوق العام والسلوك القويم فكان عليه التعامل مع قناة الجزيرة بالطرق الدبلوماسية دون الانزلاق إلى تصرفات العامة من الناس.