٭ كنا ونحن صغاراً نلهو ونلعب في قريتنا «البسلي» على ضفاف نهر عطبرة من الجهة الغربية، وقرية البسلي هي عاصمة العمودية، حيث بها عمدة المنطقة والدي الشيخ صالح ود حبيب الله، الذي حارب في المهدية موقعة النخيلة عام 1898م، وقد تقلد العمودية بعد ذلك إلى أن توفي سنة 1985م، وفي حياته لم يشكُ مرضاً ولم يقابل دكتوراً، وكانت وسيلة مواصلاته الحمير والجمال، ليطوف بالقرى وينظر قضايا المواطنين، وكنا نلهو في مكان عال خارج القرية في مرتفع من الرمال يسمونه الرويض، وكنا نأتي إلى هذا المكان في المساء، حيث القمر الساطع، ولنا نداء معروف نردده قائلين: «يا مطارق يا عصي.. أبوه الما يجي، إلا كبيراً يستحي ولا صغيراً ما يعرف شيء» ونرفع أصواتنا بهذا النداء ليسمع الأخوة من الأطفال ويأتون فرحين للعب، ولباس بعضهم سروال بدون عراقي وبعضهم صديري وسروال، أما الصغار خالص فهم يأتون مع أخوانهم الكبار وهم (ميطي عرايا تب) حسب براءة الطفولة ويجلسون للفرجة في اللعب، وبعضهم عندما يغلب عليه النوم يرقد نائماً على تلك الرمال البيضاء وألعابنا هي (شعيرة بوبرت) وهنا ننقسم لقسمين ويتجه قسم ليعمل خطوط على الأرض في المحلات المظلمة والمخفية، ثم يأتي الفريق الثاني ليمحوها، والتي لم يتوصل إليها نحسب عليهم بالذراع ويكونوا مغلوبين، وهناك ألعاب كثيرة نمارسها حتى ينتصف الليل، ونعود إلى منازلنا كل واحد إلى أهله في الحلة- والحلة هي قسمين هناك الحلة القدامية ولها أولادها نقول لهم أولاد حلة قدام، وهناك الحلة الورانية وهذه التي هي مقر العاهل العظيم وديوانه وهو العمدة، والمنازل كلها كانت كرانق من الدوم والسعف، وكان هناك فقط ديوان العمدة من الجالوص، وديوان العمدة قائم حتى الآن، ولم ندخل عليه أي تعديل سوى جلطة ليواكب الأمطار، وهناك ديوان محمد علي ود خير وهو صاحب ثروة من الجمال، وديوان الطيب ود حاج مختار والدته خديجة بت حبيب الله من العائلة المالكة: ثم بيت الفكي الصادق وهو من الشايقية العراقاب، وهو جد المناضل أحمد الشايقي صاحب شركة زادنا.. المهم ونحن صغار كنا نلهو ونعود آخر الليل لنجد عشاءنا معلقاً في المعلاق، وهو من السعف معلق على عود، ولعبتنا في ذلك اليوم هي (شليل وين راح) وتقول: (شليل وينو خطفو الدودو شليل وين راح خطفو التسماح).. وهذا التمساح.. الذي خطف شليل يمكن ضربه وقتله بالرصاص.. أما شليل الذي خطفه الدودو لا يمكن ضربه بالرصاص، لأنه شيطان رجيم والشيطان لا ينضرب بالرصاص.. وإنما بالقرآن العظيم بآية الكرسي أو سورة يس والقرآن الحكيم، سيداتي سادتي أنا من تجاربي في الإدارة الأهلية وفي السياسة والعمل الاجتماعي أرى أن مجلس الحوار هذا المنعقد لمدة ثلاثة شهور سوف يأتيكم بالدودو الذي خطف شليل، وعليه بادروا بقراءة آية الكرسي وسورة يس أن لا يأتيكم الدودو الذي خطف شليل ونحن وأنتم في قراءة سورة يس وآية الكرسي دايرين نكون في قديمنا، وكما قيل من نسى قديمو تاه. ٭ سيداتي سادتي هذه نصيحة مني إليكم بمنعرج اللوى، أرجو أن تستبينوها وما تقولوا هذا كلام جرائد، إليكم أعني حكومة وحواريون وطني. وشكراً