٭ بالأمس كنت في مجلس الصحافة والمطبوعات، نيابة عن رئيس التحرير الأستاذ عبد العظيم صالح بسبب شكوى وزير البيئة والتنمية العمرانية حسن هلال ضد الصحيفة، حيث أوردنا خبراً موسوماً ب«وزير البيئة يكشف عن اختلاط الصرف الصحي بالمياه».. والرجل يشكونا في كلمة «اختلاط»، وكأنما «إتبلينا» عليه. ٭ لم تكن «آخر لحظة» وحدها التي شكلت حضوراً في مجلس الصحافة.. ف«البيه» الوزير شكا سبع صحف أخريات، مثل رؤساء تحريرها أمس أمام مجلس الصحافة.. والقاسم المشترك تصريحات الوزير في ذات الموضوع.. من جانبنا تعاملنا بمسؤولية مع الخبر الذي صاغة باحترافيه المحرر المسؤول عن الشؤون البرلمانية الزميل النابه صبري، جبور وهو من الصحفيين الدقيقين في عملهم ، و«بنجض شغلتو»، ويمتلك تسجيلاً للوزير، قال فيه أكثر من ذلك. ٭ ولفائدة القارئ الكريم، أن الوزير تحت قبة البرلمان أطلق تصريحات وكان غاضباً من جهات حكومية منها وزارة المالية.. مما قال أيضاً «مياه الصرف تذهب إلى باطن الأرض والمياه الجوفية والسطحية، ويشربها الناس»، وإحدى الزميلات أوردت ذلك في صفحتها الأولى. ٭ ماذنب الصحافة في عدم تعامل الوزير بمسؤولية وإطلاقه لكل المعلومات على الهواء الطلق؟ وماذنب الصحافة إذا كان الوزير يعوزة تقدير الإمور؟ وماذنب الصحافه في أن الوزير لا يحسن الكلام ويتحدث وكأنه في سوق الخضار أو في دلالة السيارات. ٭ من الواضح جداً أن الوزير وجد نفسه في مأزق بعد أن انتاشت سهامه الحكومة، أو ربما تمت مساءلته من جهات عليا عن ما قاله في البرلمان.. خاصة وأن هيئة مياه الخرطوم كذّبت الوزير هلال ووجهت إليه انتقادات مبطنه ولم يجد أمامه سوى الصحافة ليتهمها بتحريف حديثه بدليل تقدمه بشكاوى في مواجهتها.. وهي طريقه رخيصه ولا تليق بوزير ليحاول تضليل حكومته. ٭ إذا كان هذا منهج الوزير هلال و طريقة تعاطيه مع الشأن العام و القضايا الهامة.. فإن أداءه في الوزارة يحتاج وقفة ومراجعة والتنقيب في ما قام به، فالموقف الذي بدر منه وهو يكذب الصحافة غير مقبول البته، و يسيء للحكومة قبل الصحافة. ٭ بل إن موقف الوزير يوسع الشقة بين الحكومة والصحافة، وفي الأصل العلاقة بين الطرفين متأرجحة، و تحتاج إلى إعادة ثقة خاصة في الآونة الأخيرة. ٭ غض النظر عن صحة تصريحات الوزير من عدمها فإن هيئة المياه عدت مثل هذا الحديث بأنه يفتقر للدقة والمسؤولية ولا يستند إلى دراسات علمية أو معملية واضحة، وبالتالي «مشكلتنا شنو في الصحافة».