السودان بلد يذخر بامكانات طبيعية وبشرية لاتتوفر لدى كثير من البلدان التى نهضت خلال العقود الخمسة الماضية عوامل كثيرة أعاقت نهضة بلادنا ليست خافية حتى على أطفالنا فى المراحل التمهيدية والرياض . هذه المعيقات السياسية والثقافية والإجتماعية كان فى امكان حكومة الإنقاذ أن تزيح الكثير منها عن طريق النهضة والتطور الذى بانت ملامحه فى أيامها الأولى ببثها لقيم النهضة فى الإعتماد على النفس والاعتداد بها والصبر وعدم تعجل النتائج والتجرد ورفع سقف التطلع . الموارد الطبيعية فى بلادنا تفوق مئات المرات حاجات وامكانات الموارد البشرية السودانية وتستوعب مثلها من الخارج ولكن تعاملنا مع الامكانات الطبيعية والموارد تجاوزه العالم قبل أكثر من نصف قرن من الزمان مساء أمس الأول الخميس وبناء على دعوة من أحد القراء المداومين على عمود قبل هذا وذاك لزيارة جناحه للابتكارات والاختراعات بمعرض الصناعات الصغيرة زرت معرض الخرطوم الدولى ووجدت فيه الكثير من الأفكار المنتجة والاختراعات والابتكارات التى بالفعل يجب أن يطلق عليها الإسم وإلا لن تكون كذلك لأن الإختراع هو ما أقدم عليه فرد أو جماعة كحالة خاصة سبق بها الأخرين وله الحق فى استغلالها لفائدته الخاصة ونفع المجتمع . والذى يميز معرض الصناعات الصغيرة أنه أتاح الفرصة لأصحاب الأفكار المبدعة والإختراعات والإبتكارات عرضها فى صالات معرض الخرطوم الدولى علها تجد من يعمل على تنفيذها وتحويلها الى منتج يكون فى أيدى المستهلكين والمستفيدين ويعلم أن المعارض هى أقدم وسائل التعريف والإتصال والترويج وتحرص الدول أن يكون لها معارض دائمة تحث وتحرض الجمهور على ارتيادها ونجحت بعض الدول الصغيرة أن تجعل من المعارض مورداً أساسياً من موارد الدخل القومى لكثرة العارضين من أنحاء العالم كافة وكذلك الجمهور الذى توفر له احتياجاته الشرائية والترفيهية والخدمية والذى يفد إليها من شتى البلدان . المحامى محمد حسين صالح هو صاحب فكرة الدعوة لزيارة جناحه الذى عرض فيه أكثر من اختراع وفكرة مدهشة . اختراعة اقتصر على شجرتين نجدهما فى كل أنحاء السودان وأراد أن يستفيد من امكاناتهما جميع أهله الشجرة الأولى شجرة النخيل وهى شجرة تعيش وتنبت فى جميع مناخات السودان إلا أنها تكثر فى شماله حيث استفاد منها أهل الشمال منذ القدم بالإضافة الى عائد بيع تمورها فى تسقيف المنازل من خلال شقائق جزع النخل وجريده وسعفه بالإضافة الى صناعة الحبال وإضافة المخترع محمد حسين صالح الاستفادة من عرجون النخيل الذى كان تضرم فيه النار بعد حصاد التمر أو يستخدم استخدامات محدودة فى عواسة القراصة والكسرة إذ فى الإمكان حسب الاختراع تصنيع اعواد الثقاب ومخلالات نظافة الأسنان ومن جريد النخيل اخترع المساطر وأقلام الرصاص ويشارك شجر النخل شجرة الدوم الشجرة الثانية التى استطاع المخترع محمد حسين صالح أن يصنع منها أليافاً متنوعة تصلح لأغراض التبريد واعمال الديكور والشعر المستعار الذى يمكن أن تزين به النساء لأغراض الزينة والتجميل . ويرى المخترع أن هاتين الشجرتين فى الإمكان استخراج عشرات المنتجات منها إن توفرت له ماكينات صغيرة ذكر لى أنه وقف على بعضها فى عدد من الدول الأفريقية ودول أمريكا اللاتينية . تشجيع هؤلاء المخترعين حق لهم على الحكومة وحسناً يفعل ديوان الزكاة بتوفير بعض التمويل الأصغر ولكن هذا لايكفى وواجب على الحكومة أن تسعى لتوفير كل الأليات والأجهزة والمعدات وتملكها لهؤلاء المخترعين حتى يعدوا منتجاً ينافس فى الأسواق الخارجية وهذا ماينقص المنتج السودانى فى شكله النهائي أناقة وتغليفاً وقبولاً وجودة قبل هذا وهذاك