في السادس والعشرين من كل عام يحتفي المجتمع الجمركي الدولي باليوم العالمي للجمارك والذي سنته الدول المنضمة تحت لواء «منظمة الجمارك العالمية» البالغة 178 دولة من بينها السودان. يأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار «الجمارك الرقمية مشاركة متدرجة» وقد كانت الجمارك السودانية من الإدارات السباقة في مجال الحوسبة والرقميات، وقد لمست ذلك في معاملة مباشرة كانت في غاية السهولة واليسر لدرجة الدهشة، فقد اهتمت بتطبيق المعايير العالمية، مما يسهم في رفع كفاءة وتجويد العمل الإداري بنظام «الاسيكودا» وهو نظام تقني متطور يهدف إلى تقليل زمن تخليص البضائع وتسهيل مهام كل المتعاملين مع الجمارك. لقد تعودنا على تأخر الإجراءات في معظم مؤسسات الدولة وأحياناً ضياع المستندات المهمة بالتعامل الورقي العقيم.. لقد بذت الجمارك الأقران وتفوقت على كثير من المؤسسات فكانت أسئلتي لمعرفة الكيفية تحفيزاً لنقل التجربة. إن إحداث التوازن بين الرقابة والتيسير يحتاج جهوداً حثيثة في ظل توسع حجم التجارة الدولية وازدياد المخاطر. لقد تغيرت الأهداف الإستراتيجية للعمل الجمركي من جباية رسوم إلى حماية الاقتصاد وزيادة الدخل القومي، وتسهيل حركة التجارة وزيادة حجم الاستثمار. إن النزاهة والانضباط الذي يتمتع به أفراد شرطة الجمارك وسام مستحق لكل من له ولاء لهذا الوطن نهديه في يومهم العالمي ونشد على أيديهم لاتقان العمل وسرعة الإجراءات في زمن التقاعس والانهزامية والتسويف والتباطؤ غير المبرر. تحتفي الجمارك باليوم العالمي وحق لها، فهو احتفاء خارج أطر المحلية، نزاحم به عشرات الدول المتقدمة بعد أن تطاولنا بطموحنا نحو المعايير التقنية العالمية وطبقناها على أمثل وجه. زاوية أخيرة: بقدر ما نكتب عن أوجه القصور في محاولة للإصلاح، بقدر ما نصفق للأعمال الكبيرة التي تجعلنا نرتقي إلى مصاف الأمم المتحضرة.