دخلت في جدال طويل مع شقيقتي استعرضت فيه قدراتي الإعلامية، لاقناعها بضرورة أداء ابنها للخدمة الوطنية دون تهرب، كضريبة حتمية لوطن نعيش بين جنباته، ونتنسم أريجه، ونعشق ترابه.. فالخدمة بداية غرس فسيلة مثمرة من الولاء وبناء المجتمع، وتقويم الاعوجاج، فهي بمثابة إعداد مستمر لمجابهة التحديات التي تواجه البلاد في مختلف المجالات، كما تواجة الأفراد في معترك الحياة القاسية، والتي تستوجب قوة وصبراً وعزيمة وإيماناً، كلها قيم نستقيها في ذاك المصنع المعد سلفاً لإعداد أجيال قادرة على إسناد المؤسسات ورفدها بالكوادر المؤهلة، خاصة في مجال التعليم ومحو الأمية. فإذا عرفنا أن الخدمة الوطنية أسهمت في محو أمية (مليوني) أمي، وسدت النقص في المعلمين في مختلف الولايات، فتلك لعمري مكرمة تستحق الإشادة والدعم. كم من نفوس أنقذها كادر طبي، وهو يؤدى في الخدمة، فتأمل مدى الفائدة ومقارنتها بالذي يبحث عن حجج وأسباب واهية ليتهرب من نداء الولاء الذي لا يخضع لأي حسابات، ولا يتحمل أي مزايدة. إن المؤتمر العام الثالث للخدمة الوطنية المزمع قيامه في الأول من فبراير وحتى الثالث منه، يستوجب النظر بعين الاعتبار لمراجعة الاداء والوسائل المتبعة في مجال الاستدعاء واستبدالها عبر وسائل حديثة، بعد توفر التقنيات الحديثة.. رسالة نوجهها للدكتور (ياسر عثمان) المنسق العام للخدمة الوطنية بمراجعة المعسكرات والقائمين بأمر التدريب عبر موجهات تستفيد منها الخدمة المدنية، وتسهم في ترقيتها. إن الشعار الذي اتخذته المنسقية (واجب الأوطان داعينا)، يحرك جماد المشاعر التي أثقلتها هموم المعيشة والأعباءاليومية، ويدل أن الأوطان لا تبنيها الحكومات بل الشعوب. زاوية أخيرة:- لا فائدة من مؤتمر لا تنفذ مخرجاته وتوصياته، وصولاً للجودة الجاذبة لاداء الخدمة بنفوس راضية راغبة في العطاء بلا كرباج مرفوع أو شروط متعسفة تدعو للتهرب.