ليس من السهل على أي مدرب يشرف على فريق يلعب على البطولة وفي منافسة مثل الدوري الممتاز يمكن أن تفقد البطولة كلها بخسارة وحيدة.. ليس من السهل على مدرب جديد أن يبدأ من خارج ملعبه في ملعب سيء وفي ظروف سيئة جداً بدأت بلدغات النحل وإلغاء المباراة لتلعب في اليوم التالي. لم يكن سهلاً على كافالي مدرب الهلال الجديد العمل تحت الضغط بعد خسارته للمباراة الإعدادية الأخيرة والتي كانت في احتفالية كبيرة بمدينة بورتسودان لذلك فإن مدرب الهلال دخل للقاء كادوقلي تحت ضغط جماهيري وإعلامي وإداري أيضاً كبير ولكنه نجح في الاختبار الأول ابتداءً من التشكيلة.. فقد كنا نعتقد بأن المدرب سيجري الكثير من التعديل على التشكيل الذي اقتنع به بعد فترة إعداد استمر لشهر.. وكنا نخاف أن يكون هذا التعديل بسبب الضغط الإعلامي أو الجماهيري على المدرب بعد مباراة قورماهيا مما يعني أن المدرب كافالي يتأثر سريعاً بالضغط وهو أمر غير جيد بالنسبة للمدرب ولكنه نجح، مؤكداً على أن لديه قناعات وأنه ينفذ هذه القناعات فكان أن أشرك نفس التشكيلة التي أشركها في مباراة قورماهيا مع تبديل بسيط بمشاركة نزار حامد بديلاً لنيلسون ومشاركة والي الدين بديلاً لايشيا، وهكذا يمكننا أن نقول إن المدرب بدأ بالتشكيل الذي أنهى به مباراة قورماهيا تقريباً، ولعب بنفس الطريقة مع إصرار على مشاركة أبوعاقلة في الطرف الأيمن .. نجاح المدرب كان أيضاً في قراره الشجاع بتبديل كاريكا ووالي الدين ثنائي الهجوم ومن النادر أن يتخذ مدرب مثل هذا القرار بإخراج مهاجمه الأول واللاعب صاحب الاسم مثل كاريكا، بجانب إخراج والي الدين الذي كان أفضل البدلاء في المباراة السابقة.. وبالتأكيد فإن النجاح الأكبر والتوفيق كان في نجاح البديلين في إحراز الهدفين وتغيير شكل المباراة لصالح الهلال تماماً خصوصاً الغاني ايشيا الذي أحرز الهدف الأول فتحرر الهلال من الضغط وأصبح يملك ما يدافع عنه .. وأيشيا لاعب صغير السن ونجم موهوب شارك في كأس العالم للشباب وظهر بمتسوى ممتاز ويبدو أنه أقنع المدرب مبكراً بمستواه في التدريبات ولكن الحظ لم يحالفه في المباريات التي شارك فيها خصوصاً مباراة قورماهيا الأولى أمام الجمهور السوداني، ففضل المدرب جلوسه على دكة البدلاء، ومن حسن حظ اللاعب والهلال إنه أحرز هذه الهدف الذي كان يحتاج له لاستعادة الثقة في نفسه والانطلاق بصورة جيدة في المباريات القادمة .. والبديل الثاني وليد الشعلة هو أحد النجوم المتميزين ورغم أنه لم يشارك في مباراة قورماهيا إلا أنه خطف هدف الأمان والاطمئنان للهلال وأكد على أن خيارات الهجوم كثيرة عند كافالي، خصوصاً من اللاعبين الشباب دون أن ننكر بأن الهلال يحتاج إلى مهاجم بمواصفات مختلفة في الطول واستعمال الرأس والقوة البدنية.. نجاح كافالي في المباراة الأولى يعني الكثير بالنسبة للهلال، فهذه مباراة يمكن أن تؤثر لاحقاً في فوز الهلال بالدوري الممتاز لأن ملعب كادوقلي صعب جداً على المريخ خصوصاً في فترة الخريف التي ستكون في الدورة الثانية بجانب حسن الإعداد لفريق الهلال كادوقلي في الدورة الثانية.. من كادوقلي سيتجه الهلال نحو الأبيض ليؤدي مباراة أخرى صعبة جداً من الناحية الفنية لأن الهلال الأبيض مدجج بالنجوم أصحاب الخبرات العالية وتحديداً نجوم الهلال السابقين مهند وحمودة ومحمد أحمد، ولكن المباراة لن تكون صعبة على الهلال من ناحية السكن والإقامة والملعب.. حيث أصبح للأبيض، بفضل الوالي أحمد هارون، بنيات رياضية تحتية.. ما شاء الله تبارك الله.. القرعة التي فرضت على الهلال أداء مباراة الافتتاح في كادوقلي والمباراة الثانية في الأبيض قرعة صعبة جداً، ولكنها يمكن أن تكون في صالح الهلال تماماً إذا استطاع الفوز في مباراة الأبيض، لأنه سيكون في وضع جيد في الدورة الثانية وهي دورة الحسم.. كرة القدم تحتاج إلى الصبر، لذلك فإن استعجال النتائج والحكم السريع على مستوى اللاعبين من أكبر الأخطاء.. والدليل على ذلك أن النجوم الذين تألقوا في مباراة قورماهيا لم يتألقوا أمس وحدث العكس، حيث تألق الذين لم يقدموا أداءً جيداً أمام قورماهيا.. لكل مباراة ظروفها ولكل لاعب ظروفه.. شيلوا الصبر يا أهلة.. واعطوا المدرب واللاعبين فرصتهم كاملة والقادم أحلى بإذن الله..