قد يضيق البعض زرعاً بتوجيهات أمه ووصاياها وإلحاحها الدائم بأن(أترك أفعل، لا تتأخر، تدفأ، لاتخرج، صلي، اترك التدخين، لا تتبرجي وغيرها من آلاف الموجهات التي تجعلك في نظرها في حرز أمين من مصائب الدنيا ونار الآخرة ..ولاعجب فنحن لانحب أنفسنا بقدر ماتحبنا أمهاتنا . الدنيا على اتساعها مخيفة قاسية لا ترحم طبيعتنا الضعيفة، تذيقنا صنوفاً من الابتلاءات والأوجاع، فما ننفك نهرع لذاك الملاذ والحضن الدافئ الذي يمثل لنا قمة الطمأنينة والأمان، إن وجود الأمهات في حياتنا يمثل منتجعاً وارف الظلال، لا نتذوق فيه إلا عبق الصفاء والوفاء والحب ذو الأريج الذي لا ينضب معينه. في الأيام الماضيات فقدنا عدداً من أمهاتنا على التوالي الحاجة فاطمة والدة صديقتي العزيزة (ليلي الوسيلة) والتي صمدت بالرجاء والأمل واليقين على داء لا دواء له إلا الموت، وبعدها الوالدة ست الجيل والدة الأخ (حامد تبيدي) الذي أظهر فقدها أن الرجل مهما بلغ به الصمود والصبر تنفصم عراه بفقد أمه وتترى دموعه سكوبة مدرارة ويفجع قلبه، ولم تمضِ ساعات حتى لحقت بالرفيق الأعلى الحاجة عرفة والدة الأستاذ (ضياء الدين بلال) الذي بكاها كما لم يبكِ في حياته ففقدها لا تدانيه خسارة مهما بلغت .. بكيت ملء الدمع لفقد الركائز وبكت معي انجمي وأزهاري، كيف لا وقد أصابني ذات ليلة كالحة مااصابهم حين فقدت (تعويذتي السحرية وضمادة آهاتي ودعامة ثبات يقيني) أمي ويالها من كلمة تطئمن بها القلوب الخافقة، والنفوس الواجفة وتهبك المسرات بلاقيد أوشرط وتعطيك بلا منٍ أو أذى . أبكي معكم يا أصدقائي بدمع الحنين ولوعة الفقد، والخوف من غدر الدنيا بلاوجيع . أبكي الكبار والحكمة والخبرة والتجربة أبكي المحنة والحنين ، أبكي معزية ومواسية كل من فقد سندة وبركته وانقطع عنه الدعاء، وأقول آن الأوان لرد المعروف والبر، آن أوان الدعاء والصدقات فقد انقطع العمل الأمن ثلاث من بينها الولد الصالح الذي يدعو بعد أن تتبدل الأدوار والمقامات . زاوية أخيرة:- أرق على أرق ومثلي يأرق وجوى يزيد وعبرة تترقق .. جهد الصبابة أن تكون كما أريى عين مسهدة وقلب يخفق.. مالاح برق أوترنم طائر إلا انثنيت ولي فؤاد شيق.