يفتتح السيد رئيس الجمهورية هذه الأيام مجمع جوهرة العودة السكني، وذلك ضمن إحتفالات البلاد بالذكرى (60) للاستقلال المجيد، ولعل المجمع والذي يضم بين جنباته حوالي 1216 شقة سكنية يعتبر الأول من نوعه بولاية الخرطوم وحسناً فعلت الولاية باتجاهها لهذا النوع من المجمعات السكنية، والذي في اعتقادي جاء متأخراً جداً، ولكن أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي، فالاسكان الرأسي يظل مطلوباً من واقع سهولة الخدمات والقرب من المركز، فالخطط التي اتبعتها ولاية الخرطم في عملية الاسكان أضاعت عليها وعلى الأجيال القادمة المساحات الشاسعة من الاراضي الزراعية، بعد أن تم تغيير غرضها، وللأسف الشديد تقع معظم هذه المساحات على الشريط النيلي ودونكم الاراضي التي تقع بمحازاة الطريق الدائري بشرق النيل، أو تلك التي تقع على طريق مدني في اتجاه سوبا، حيث المخططات السكنية تكاد تغطي كل المساحات على مد البصر في منظر مأساوي يعبر عن قصور الرؤية الكلية لمستقبل أجيال قادمة، فكيف تحولت هذه الأراضي الزراعية الخصبة بقدرة قادر الى مخططات سكنية؟.. وما مستقبل هذه المخططات السكنية أصلا ؟ وهل تحتاج لكل هذه المخططات السكنية، وهناك مخططات في قلب الخرطوم لم يتم تعميرها بعد، لماذا كل هذا الهدر لهذه الموارد والتي تعتبر من أهم الضمانات المستقبلية للأجيال القادمة؟ فهذه دعوة منا للقائمين على الأمر بولاية الخرطوم بضرورة وقف اجراءات الاسكان الافقي والاتجاه الى المجمعات الرأسية لتحقيق الأهداف المرجوة، ولتتماشى مع القرار القاضي بإيقاف الخطط الإسكانية... فالخرطوم قد اكتظت وناءت بحملها حتى كادت أن تنفجر، فهذا وضع يصعب من مهمة تقديم الخدمات الأساسية لإنسانها، فإن كان ثمة تساؤل يجب أن يطرح ... هو كيف يتم التفكير في تأمين اسكان الأجيال القادمة بالولاية دون تأمين سبل عيشها، والمتمثلة في الأراضي الزراعية التي تمد بالصحة والغذاء؟ بالذمة دا كلام دا.؟