لا فرق بين الروس، والمعدنين التقليديين إذا كانوا جميعاً، يعملون في دائرة التعدين الرسوبي، ولا تفسير لمقاطعة أمريكا منتوجات (دهب السودان) سوى أنها حيلة، بِنْت وقتها، الهدف منها مخارجة الوزير، ليؤكد مرّة أخرى، على صدقية حكومته في نغنغة شعبنا، وليقول في تصريحاته الصحفية إن حقولنا واعِدة، بدليل أن الأمريكان (الكفرة)، أصبحوا يتحرشون بالروس فوق أرضنا، حتى أعاقوا أعمال شركة(سبرين)..! تلويح الأمريكان بمقاطعة تجارة الذهب السوداني، أزاح الحرج عن الاخوان، فتلقفوها- نِعمة من كريم- وقالوا إن الحصار الأمريكي، هو العقبة الكؤود، أمام الإنتاج الروسي..! كما أن الوزير- الكاروري- وفي توقيت معيّن، أكد أن السودان، هو الدولة الأولى في العالم انتاجاً للذهب- إن شاء الله- في توقيت معيّن أطلق الكثير من الكلام المجاني لتسكين آلام الشارع، مع أن شعاره، في هذه المرحلة الحوارية هو(الرّاجِل بيربطوهو من لسانو)..! ولربط الخيوط ببعضها، جاء التهديد الأمريكاني من داخل مبنى الأممالمتحدة، بمقاطعة تجارة الذهب السوداني، فكانت لعبة في شكل(خُد وهَات)، خرج بها الكاروري من السُّكات، فأوضح، بشكل واضح، أن الشركة لم تتمكن من إنتاج الذهب الذي وعد به لأن أمريكا الكافرة، لم ترفع العقوبات..! ويا عمّك، قول الحقيقة من فضلك.. التعدين في السودان هو تقنين للأوهام.. تنقيب الروس عنه عبارة عن (ماسورة)، مثلها مثل ماسورة سد مروي.. إخفاق الروس في التعدين أو التنقيب، لن يفتح الطريق أمام المعدنين التقلديين،لأن العقود، فيها التزامات تجبر الحكومة على إحاطة مواقع التعدين الواعِدة بأسلاك الحماية الشائكة، أو بالعمل على تطفيشهم، عن طريق ابتعاث موظفيها، وجُباتها، وديوان زكاتها، لتحصيل الجبايات والرسوم..! أكرِم بها من حكومة تحارب أهل البلاد بالقانون، في مقابل أن يرفع الدُّب الروسي أصبع(الفيتو) لصالحها في نيويورك.. الشركة الوهمية حققت مبتغاها فاحتكرت الحقول، والباقي على الله.. فهذه الشركة، تؤكد تقارير مستقلّة، أنها قد تنتج طناً، أو 3 أطنان كحد أقصى.. وهذا يادوبك يكفي طموحات الحاشية..! هذه الشركة تستثمر عقداً، مقابلة دفع الناس الى تصديق رواية أسطورية، يتسابقوا بموجبها نحو البراري، وينصرفوا بحثاً عن الوهم في الرمال..! ما يحدث الآن، ما هو إلا هزة ارتدادية، ناتجة عن بقايا زلزال الحرب الباردة.. الاستثمار على الطريقة الروسية والصينية،- يا شيخ- يحتوي على(كومشنات) وهرمونات، وفيتامينات عالية، ومُقلِّدي البلاشفة، هم أقوام (يفوقون سوء الظن العريض)..! إنّهم يتصيدون أنصاف الرأسماليين في الدول الشمولية، ليمارسوا معهم هواية الفساد..! الفرق بيِّنْ.. الفيتو الروسي لم يتغيّر طعمه منذ أزمة خليج الخنازير.. الروس والأمريكان يتحاربون اليوم في سماء الشام بأجساد غيرهم..! إيران التي تقولون إننا فارقنا دروب حسينياتها ونواديها الشيعية، (فُراق علي عثمان للقصر الجمهوري).. هذه ال (إيران) لها سلاح، ولديها رهان مقبوضة- حِكمة - تظل هي ضالّة الأخ... أنّى وجدها أخدها..! الامبراطورية الفارسية استعادت بهرجها بالفيتو الروسي، فأسقطت أمريكا عنها العقوبات لتهجيج الخليج- حليفنا الجديد- عبر صواريخ (عماد)..! فهل يعلم غندور، أن الاقتراب من الروس، هو في حد ذاته اقتراب من طهران..؟ هذا ما نرجو فهمه، حتى لا يفتح المواطن الصالح، عبد الحي يوسف، جرحاً لا يقوى على متطلبات تضميده..! هذا ما يحدث في فناء مملكة الدنمارك... لقد مرّ شهران قمريان، على (وعد النوّار)، دون استفسار أو استنفار..! هل اشتغل الكاروري شيوعياً، قبل هذا التاريخ، حتى يتباسط كيفما اتّفق، مع هؤلاء الموسكوفيتش..؟ هل هو تنقيب، أم تهريب، أم أن الحكاية (يورانيوم)، راسو عديل..!؟