تتصاعد هذه الأيام مؤشرات عدة لتدخل عسكري محتمل في سوريا، ولعل التصريحات التي أطلقها المسؤولون السعوديون تجئ في هذا السياق، فالجهود الدبلوماسية لتشكيل التحالف قد انتهت تماماً، وتبقى فقط قرار التدخل والذي اتمنى شخصياً بالا يصدر على الأقل في الوقت الراهن، فالمطلوب أولاً استخلاص العظات والعبر لما جرى سابقاً وما يجرى الآن في بعض الدول العربية، فالولاياتالمتحدة وحلفائها عندما دخلت العراق وأسقطت الرئيس صدام حسين أتاحت الفرصة الكافية والذهبية لتمدد ايران في المنطقة، بما يوحي أنه مخطط متكامل من قبل الولاياتالمتحدة، وليس بمستبعد أن تكون ثمة تفاهمات بينها وإيران كإستراتيجية امريكية بعيدة المدى للسيطرة على الموارد العربية كافة، بما فيها البترول ولعل الحالة السورية الأقرب واقعاً للعراق، فالتفاعلات السياسية والأمنية التي تشهدها الآن تنبئ بانتقالها إلى مرحلة التهديدات المباشرة للبيئة المجاورة لها، حيث لم يعد بالامكان عزل الأمن القومي لأية دولة عن البيئة الاقليمية، لذا فإن التدخل العسكري المباشر في سوريا سيزعزع بدون أدنى شك المنطقة كآفة وسيحيلها إلى بؤرة خصبة لتداعي المقاتلين من كل أنحاء العالم أولاً، وإلى مصادمات دولية مباشرة وربما حرب إقليمية ودولية تتواجه فيها اطراف عدة، وهو مخطط أمريكي أصيل خاصة بعد أن تركت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الحل فى سوريا بيد روسيا، حسب إتفاق ميونخ الذي صيغ أول أمس.. وروسيا كما هو معلوم الداعم الرئيسي لبشار الأسد.. إذاً الولاياتالمتحدة تهدف إلى إنابة مباشرة منها لمواجهة روسيا في المستنقع السوري والملئ بشلالات الدماء العربية والإسلامية، وتماسيح تجار الحرب لتضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ودون عناء أو رهق ... فالمطلوب إذاً أهمية توافر الفرص اللازمة والضرورية لتحقيق الحل السلمي في سوريا يجنب الدول العربية والإسلامية حرب الاستنزاف، وبالتالي يجنب المنطقة حرباً قد تمتد طويلاً وتكون نتيجتها الخسارة الفادحة لجميع الأطراف، وكل الدول عدا الولاياتالمتحدة ...