لكم كنت أعجب لانسراب الشعر وحلو الكلمات من خيال (طبيب التشريح) د.الكوباني، الذي يجيد حديث الصمت ومعاقرة الموت في تجرد ومهنية، تشبه روحه الفياضة بالمشاعر السامية والنبل الإنساني الفريد. جمع الكوباني في تناقض عجيب بين أصعب وأقسى مهنة، وارق هواية وموهبة، أن برودة الموتى لم تمنعه من دفق حرارة المشاعر الجياشة، بل منحته سر شفرة الحياة وأسمى مافيها نبأ مرض الدكتور (على كوباني) أطل على استحياء بين الخاصة والمقربين وتجاهلته الاواسط الطبية والثقافية، والتي كان نجم لياليها بصدى أغنياته التي رددها عظماء الغناء في بلادي، هاهو الأن يستشفي بالولايات المتحدةالامريكية، بعيداً عن الأهل والأحباب ينوء بالجفوة والوحدة ووطأة المرض، عزيزي د. كوباني ألف سلامة ليك ماتشوف شر...لا زلت اذكر جلال صمتك المهيب في حضرة الموت، وأنت تفك أصعب شفرات الجرائم وتجمع في تناغم محال بين دثار الحزن على الفقد طمأنينة الفؤاد بسر العدم. ما زالت أغنياتك ملء الذاكرة تحملها أمواج النيل.. وترددها سعفات النخيل، ومازلت سوداني كامل السمات، قوي العزمات هل تظن وأنت تصارع المرض اللعين في ثبات ويقين، أنك وحدك في بلاد الصقيع؟ مخطئ ظنك ياطبيب الحروف فدفء المشاعر الخالصة تحفك.. ودعوات الأحباب تترى لترفرف حول فراشك فتمنحك القوة والصمود. لا تستكين أيها الطير المغرد، فألف بيت من الشعر يحتاجك لتدوزن أحرفه وتلون حواشيه وتجمل قوافية، وألف أغنية ظامئة على الشفاه تنتظر أن تطلق سراح ألحانها وتفجر نغماتها زاوية أخيرة: سلامتك ياندى العنبر