اخيرا اسدل الستار علي مسرحية الموسم والتي تعرف بعريضة التوقيعات الخاصة برفع العقوبات عن السودان باغلاقها لعدم مطابقتها لشروط التوقيع والتي ثبت بما لايدع مجالا للشك بان الشعب السوداني فريد في نوعه بتدافع و تداعي الالاف بل مئات الالاف من الشباب نحو الاجهزة والوسائط الالكترونية للتصويت لرفع العقوبات عبر حملة التوقيعات. واجتهد الوطنيون من ابناء شعبي في ذلك حتي وصل العدد الرقم المطلوب وهو (المائة الف توقيع ) واكثر وفي كل مرة من مراحل التوقيع يتم حذف الكثير من التوقيعات لاسباب مجهولة وفي تقديري ان الامر لايحتاج كثير عناء للتفسير خاصة بعد ان قامت جماعة اللوبيات باغلاق الصفحة وتحويلها الي الارشيف فعبرت هذه الخطوة حقيقة عما يكنه اولئك القوم للسودان وشعبه وقيادته فنحن مهما فعلنا ومهما حاولنا اثبات حسن النوايا تجاه رعاة البقر فلن يجدي ذلك نفعا فسياستهم تجاه السودان هدفها الاول والاخير هو اسقاط الحكومة باي طريقة ولكن هيهات : كنا نتعشم ونمني انفسنا بان تغير الولاياتالمتحدة هذه السياسة في وقت عانت فيه البلاد ومازالت جراء الحصار الاقتصادي وتاثرت حياة المواطن البسيط والذي بات ينظر الي اميركا بعين ملؤها الغضب والكره ، فاميركا لم تتفهم بعد سايكولجية الشعب السوداني العظيم ولم تنظر بعمق الي عقليته المتفتحة ومبادئه القيمة الموروثة من الدين والعادات والتقاليد فسياسة العنجهية والترفع التي تتعامل بها الولاياتالمتحدة تجاه البلاد عمقت الشعور بالغبن ليس تجاه الحكومة كما يعتقد رعاة البقر ولكن تجاه الادارة الامريكية وهاهو القائم بالاعمال الاميركي المنتهية فترته (جيري لاينر ) يربط بين تحسن العلاقات بين البلدين باحلال السلام ووقف الحرب ووصول المساعدات الانسانية لمناطق النزاعات واعادة الثقة بين البلدين فضلا عن اشاعة روح التسامح فهل من عنجهية وترفع واستخفاف بالعقول اكثر من هذا ، فالسيد لاينر يصرح بذات الاسطوانة المشروخة التي الفها كبيرهم (بوش) بعد هجمات الحادي عشر سبتمر وقبيل مباحثات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية والتي افضت الي سلام نيفاشا ومايغيظ ويفقع المرارة كما يقول الاستاذ الطيب مصطفي ان الولاياتالمتحدة تعلم تماما محورية واهمية الادوار التي يمكن ان يؤديها السودان في تحقيق السلام واستدامته في دول الاقليم فها هو نائب القائم بالاعمال يعترف بذلك وامام اجهزة الاعلام علي ان بلاده تتعاون مع السودان في عدد من القضايا منها العمل علي استقرار دولة الجنوب. في تقديري ان هذا السلوك من قبل الادارة الامريكية يمثل حالة من التناقض الواضح والبائن في تعاملها مع السودان ، فبينما تعمل وتتعاون مع الحكومة علي استقرار دولة الجنوب ، تسعي جاهدة وبكل السبل علي اسقاطها عبر فرض سياسة العقوبات الاقتصادية والتي لم تجد كما اسلفت لان سياسة (لي الذراع ) التي تنتهجها تعني بثقافتنا ( الانكسار ) وهذا مالم نعتاد عليه اصلا ....