كفكفي الدمع ياصديقتي وانفضي عنك عناء الهم، وغبن الأيام واستجيري من رمضاء هجرك بظلال ذاتك، واستعيني بصبرك وصلاتك، وقوي إيمانك وصلاتك، ولا تحدثي جهرك بسرك، ولا صبحك بامسك، لن تنتهي الدنيا بفراق أو خيانة، قولي لمن يحسنون البيع إننا تجار (شراء) بيع وتجزئة لا تبكي على ذهاب العشرة، وانفصام عرى المودة، فدوام الأيام على حالها مخالفة لسنة التداول والتغيير، والوفاء شيمة نادرة من الغباء إن نظنها موجودة عند كل الناس حتى لا تفجعنا خيانتهم. إن صبر المحب على دل المحبوب وجفاه، ليس ضعفاً ولا خوار بل تسامياً برفعة الحب وتأصيل الوفاء، ربما كنت لا تحسنين المقارضة بالجفاء ولا التكافؤ بالأذى، وتجيدين الابتسام وحلو الكلام، لذا أصابك الله بسهم من قوس طالما شددت على ساعد رامية، ووقفتي خلف مرامية، واستعنتي بجميل صفاتك لتجعلي من حياته جنة، ولأن الأباليس لا يستقيم عيشهاهناك، فدعيه يتلظى بجحيمه، ويأكل من زقومه، وحين يأتيه يقين فقدك تكوني قد عرجتي من سراك، وأبدلتي دمعك ابتساما، وأجدتِ لغة الصمت والكلام، واستعدتي شهيق المحبة وزفرتها لمن يستحق في الأنام. لا تبكي يا امرأة أكثر من يوم أو بعض يوم، لأجل حياة دامت سنوات باعها بزعم الملل، وحب استبدال النساء كالأحذية بأحدث موديل، فمثله لا يوجد حائط لمبكاه.. ولا مبرر لتبيعي كرامتك لأجل قلبه الخلي، الذي لا يعرف من أين تشترى المكارم. أنظري حولك للصغار ووجوههم البريئة، كوني المرأة الرجل، وزيدي في موازين العطاء بلا تطفيف، درسيهم القيَّم وازرعي الحب والثقة، ازرعي الأمان. الدموع والرثاء على الذات هاوية بلا قرار، ودوامة بلانهاية لن تعيد رونق الأيام، ولن تمحو ألم الفجيعة، ولن تجبر كسر الزجاج. زاوية أخيرة: وإذا سألت فسل من فيه مكرمة** لا تطلب الماء إلا من مجاريه.