أسئلة كثيرة وحائرة تجول بخاطرى كلما زرت مشفى من المشافي أو عيادة من العيادات، ترى كيف يتم التخلص من مخلفات هذه المؤسسات الصحية، خاصة وأن المستشفيات والعيادات تكاثرت وتمددت بكل أرجاء الولاية المترامية الأطراف، قطعاً تعتبر هذه المخلفات الطبية قاتلة إذا لم تحسن طريقة الاختيار المثلى والعلمية فى التخلص منها، وتزداد هذه الخطورة إذا اختلطت هذه المخلفات بالنفايات العادية، وقد رأيت بأم عيني هذا الاختلاط في أكثر من مستشفى، كما أنني كنت شاهداً في إحدى المحاكم في قضية تتعلق بذات الأمر.. وتأسفت غاية الأسف بأن أحد الأخوة من المهتمين بأمر التخلص من النفايات الطبية، وهو عالم سوداني مقيم بدولة الامارات قدم عرضاً مميزاً للجهات المختصة يتمثل في كيفية التخلص من النفايات الطبية، بصورة علمية دقيقة مثلى، ولكن وكالعادة لم يجد الاهتمام والتعاون من الجهات المسؤولة فراحت مجهوداته ومبادرته شمار في مرقة وهكذا نحن.... لا نبالي ولا نهتم إلا بعد أن يقع المحظور، وها هو الفأس يقع في منتصف رأس الجهات المسؤولة عن النفايات والصحة والبيئة، وعلى رأسها وزارتي الصحة والبيئة ومجلس ولاية الخرطوم للبيئة. لأن الأمر بلغ من الخطورة مبلغه حيث لا يزال السودان في مؤخرة الدول التي تتخلص من نفاياتها بطريقة آمنة ومضمونة، فلذا سلمنا بأن هذه النفايات يتم التخلص منها كما يجب بولاية الخرطوم، ماذا عن الولايات الأخرى، والتي لا تجد الاهتمام اللازم حيال هذا الأمر، والشواهد كثيرة إذ تختلط النفايات الطبية بالنفايات العادية سواء في حالة الصلابة أو الرطوبة، قطعاً ستكون هذه المستشفيات الولائية تستخدم الطرق العشوائية بحرق هذه المخلفات، بما يشكل خطورة كبيرة جداً على المواطنين وعلى الصحة والبيئة بصورة عامة.. الأمر الذي يتسبب في انتشار الأوبئة والأمراض القاتلة، إذاً هي دعوة باعتبار أن موضوع النفايات الطبية هي مسؤولة المجتمع أولاً... ومن ثم ضرورة وأهمية تحديد مسؤولية هذا الجانب الصحي الحساس والمهم، وفي تقديري أن فك الاختلاط الناجم عن تحديد المسؤولية المباشرة لهذا الأمر هو الخطوة الأولى لمعالجة هذا الأمر، كما يمثل الطريق الصحيح نحو بيئة صحيحة ومعافاة.