لم يكن في حسبان المنظمين لندوة شباب المؤتمر الوطني أمس الأول بقاعة الشهيد الزبير أن تتحول إلى ملاسنات ومشادات كلامية بحكم الزمان والمكان، لكن يبدو أن بطل الأحداث الذي ظهر أمام المنصة على نحو مفاجيء للجميع استعاد ذكريات المفاصلة الشهيرة بين الإسلاميين في العام 1999،عندما كان يجلس مع آخرين في ذات القاعة التي شهدت الأحداث بالأمس، يتدارسون كيفية تقارب وجهات النظر حتى لا ينفرط عقد إخوتهم من قيادات الحركة الأسلامية، بيد أن يد القدر كانت أقوى من محاولاتهم .. النشأة تقول سيرته الذاتية إنه من مواليد ود الحداد بولاية سنار في العام 1968، وينحدر من أسرة متوسطة الحال من أم شايقية وأب حساني، تلك (الخلطة) ظل يرددها كثيراً لاصدقائه عند أي موقف يتطلب منه التدخل والحسم السريع، فهو حاضر البديهة ويمتاز بذكاء حاد، فقد أحرز درجات عالية جداً في امتحان الشهادة السودانية أهلته لدخول كلية الطب جامعة الخرطوم، إلا أنه لم يكمل دراسته لظروف تتعلق بعمله ككادر خطابي لتنظيم الاتجاه الاسلامي، ثم انشغاله بالعمليات كأمير للدبابين .. فصل من كلية الطب ثم أعاد الكرة ثانية والتحق بكلية الصيدلة في ذات الجامعة، إلا أنه لم يتمكن من اكمال تعلميه لذات الأسباب، وحسب أحد زملائه في التنظيم في تلك الحقبة فإن الناجي لم يتول أي مهام تنظيمية، غير أنه كان كادراً خطابياً، وكرس جل وقته للانخراط في العمل الشبابي والطلابي، لذلك لم يعتد على الالتزام والانضباط الصارم المؤسسي، وربما أثر ذلك في انفلاته المعروف عنه، وكون شخصيته المتمردة بطبعها على كل ماهو تنظيمي . هاجر الناجي بنضاله بعد أن قضى خمس سنوات في أحراش الجنوب يدافع عن الانقاذ، ثم قضى مثلها داخل سجون الانقاذ نفسها بعد مفاصلة الاسلاميين الانحياز للمنشية يقول مقربون من الناجي إن انحيازه إلى شيخه الترابي لم يكن من الوهلة الأولى للمفاصلة، حيث وقف على الرصيف مع بعض الذين كانوا يحاولون رأب الصدع، بيد أنه أصيب بخيبة أمل وإحباط شديدين بعد أن علم بأن من كان يعتبرهم اساتذته من تلاميذ الترابي أمثال غازي وعلي عثمان تمردوا على الشيخ، فأعلن انضمامه رسمياً إلى معسكر المنشية رغم المحاولات الكثيرة التي جرت لإقناعه بالانضمام لمعسكر القصر، ثم أصبح ألد الخصام لأخوة الأمس، ليزج به في السجن بعد أن فشلوا في تنفيذ ما يدعونه إليه، ويقول عن نفسه إنه ثاني شخصية سياسية تتعرض للاعتقال لفترة امتدت لخمس سنوات بعد شيخه الترابي الذي مكث في سجون ثورته عشر سنوات . الطبع الحاد لعل أحد خصومه وجد ضآلته في سؤالي له عن طبع الناجي، حيث جاء رده بهدوء لا يخلو من خبث أن الناجي مندفع جداً وحماسي ويعتد برأيه وقاسي جداً، لاسيما عندما يعبر عن خلافاته مع إخوته في التنظيم، لكنه لم يكن فاجراً في خصومته، بيد أن ذات الخصم ساق مبررات عديدة لطبع الناجي الحاد، حيث قال إنه تعرض لهزات عنيفة، ومرت عليه لحظات حزن كبيرة بفقد أعز اصدقائه من الذين استشهدوا، ثم إحباطه الشديد من سنوات المفاصلة والاعتقال، وكان مرشحاً لمنصب والي الشمالية عن الشعبي في إنتخابات 2010 ورغم كل ذلك لازال الرجل يتمتع باحترام واسع من كل الاسلاميين بشتى مشاربهم لأسباب تتعلق بنبله وطهر يده ومجاهداته ودفاعه المستميت عن الانقاذ، حتى فقد إحدى يديه التي تعرضت لتلف كامل، فمعظم الذين تحدثوا عن الناجي وفضلو حجب اسمائهم اتفقوا على أن الناجي لم يكن مرضياً عنه داخل الشعبي، حتى أن أحدهم استشهد بواقعة أن الرجل ظل خارج الاُطر التنظيمية، وفسر ذلك بالاحتجاج الضمني من قبل الترابي على عنف الناجي وكثرة خلافاته مع قيادات حزبه