إطلعت على الحوار الذي أجرته صحيفة السوداني مع مدير هيئة نظافة ولاية الخرطوم د . مصعب البرير، وذلك في محاولة من الصحيفة لاستجلاء الحقائق حول ما أثير مؤخراً من تقرير كشفت عنه مجلة هورزون الامريكية، والذي صنف الخرطوم كأوسخ عاصمة في العالم، وحقيقة تمنيت وأنا أغوص في إجابات السيد مدير الهيئة أن أجد مايشفى الغليل، ونحن نواجه بهذا النعت غير الكريم في حق العاصمة الخرطوم، والتي كانت في الماضي تعد من أنظف وأجمل العواصم.. حيث كانت تلهم الشعراء والأدباء والفنانين، أما الواقع الآن فدعونا نتحدث عنه بكل صراحة وشفافية لا يسر إطلاقاً، فما نعايشه ونشاهده من تكدس للأوساخ والقمامة والنفايات، سمها ماشئت في ميادين وشوارع الخرطوم، حتى الرئيسية منها لا يشبهنا حقيقة، وهو يعد بمثابة الفشل الذريع لهذه الهيئة والتي جاءت إجابات مديرها في حوار الصحيفة ضعيفة للغاية، وعمد على أن يهوِّم بالقارئ دون أن يمس أس المشكلة، فعندما سؤل عن التقرير الذي نشرته المجلة قطع على الفور بأن التقرير غير صحيح تماماً، وقصد منه إحباط الهمة والجهد القائم حالياً!! بالذمة دا كلام دا ؟ من الذى يسعى لإحباط الهمة والجهد القائم حالياً؟ نحن نعلم تماماً بأن تكدس المواطنين بولاية الخرطوم ساهم بقدر كبير في زيادة كميات النفايات بصورة مزعجة، وأصبحت هذه الكميات تمثل تحدياً واضحاً لحكومة الولاية، التي نجحت في وقت سابق في حل المشكلة، ولكن سرعان ما بدأت خطوات العد التنازلي للنجاح تزداد مع مرور الزمن حتى وصلنا إلى مانحن فيه الآن من تدهور، ليخرج علينا مدير الهيئة بإفادات لا تسمن ولا تغنى من جوع، بل أدخلنا في متاهات التقاطعات التي تعانيها الهيئة، كما يقول وطفق يحصي هذه التقاطعات مع الجهات الاتحادية ومؤسسات الولاية، ليستقم أمر النظافة بها، وفي إعتقادي إذا كانت هذه التقاطعات التي ذكرها هي المعوق الرئيسي لفشل الهيئة حيال أمر النظافة بالخرطوم، فلنبشر أنفسنا بطول عهد مع الكوش والأوساخ والذباب والباعوض، ومع ماتسببه من أمراض وأوبئة. كسرة: لم يتعرض السيد مدير هيئة نظافة ولاية الخرطوم في حواره مع الصحيفة لموضوع أكياس النايلون وماتسببه من ضرر للصحة والبيئة والتي تشكل الآن الوجه القبيح للعاصمة من أثر مخلفاتها... فمنع أكياس النايلون والاستعاضة عنها بالاكياس الورقية يسهل من عملية تدوير النفايات، ويقلل من حجم المخاطر المحتملة.. ولنا عودة