(أن نحتفل بالشِّعر في يومنا هذا، هو أن نستذكر سهرة الأمس بالأشواق، أن نُحِبَّ على شارع النِّيل، نبضةً نبضةً، ويداً بيد؛ لكأنَّما الصُّورة الشِّعرية ترقصُ من فرط الخيال.. هو أن نتعانق في حرارة لحظتنا الأخويَّة، ونطرب بالعناق، أن نُبدِّدَ خوفنا من المُتوحِّش الصِّغير، وأن نُطارده ونطرده من التَّاريخ، إلى ما وراء التَّضاريس، هو أن نُغنِّي بحُريَّة ونقترح للحياةِ حياةَ الحياةِ، إن طردونا من البيت خرجنا بأناشيدنا للشَّوارع، إن أزاحونا من الشوارع تقاسمنا مع النيل ضَفَّته، إن حاصرونا صعدنا أشواقنا.. حدودُنا حدودُ العالم، والأناشيدُ باقية في الأخاديد ترعى، والحُريَّة في الرُّوح بالأحضان) هذا مجتزأ من البيان الصادر من شعراء السودان في احتفاليتهم بيوم الشعر العالمي، الذي انتظم مساء الاثنين 21 مارس الحالي، وفيه قدمت قصائد في أكثر من مكان كما هو مقرر، فقد جاءت البداية بشارع النيل، وبعد أن قرأت الأشعار، توجه الشعراء ومحبيهم الى معهد جوتة، والذي صعد على مسرحه أكثر من شاعر أبرزهم الشاعران محجوب كبلو وعبد الله شابو. وبمناسبة هذا اليوم صدر كتابان للشاعرين مامون التلب( وحش التجوال)، ولمحفوظ بشرى( اليسيوم)- وحسب مأمون- فقد قررا أن يذهب عائد بيعهما لصالح تطوير شكل الطباعة وجودتها في منشورات المستقبل. مأمون التلب أبدى سعادة بالغة بعد صدور أول كتاب شعري له، فقد قال إنهم قرروا التمرد على مؤسسات الدولة وأحوالها، حتى تخرج كتبهما للناس.. مأمون يعد أحد أكثر الشباب المهمومين بالنشر والتدوين وتنظيم الفعاليات الثقافية، لذلك اعتقد المتابعون لتجربته أنه صاحب كتاب واحد على الأقل، لذلك حين سأل عن ذلك قال: أنا منحوس النشر، لكن الآن من حقه ومن حقه قراءة الاحتفال بالمناسبتين معاً، صدور كتابه الأول وبيوم الشعر العالمي