اختتم مؤتمر تنمية شرق السودان بالكويت أمس أعماله بارتفاع التعهدات والالتزامات المالية لعدد من الدول والمؤسسات المشاركة إلى حوالى ثلاثة مليارات وثلاثمائة وخمسين دولاراً أمريكياً، بعد أن تعهّد البنك الإسلامي بجدة بالمساهمة بمبلغ 250 مليون دولار.وقال د. مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية في البيان الختامي الذي تلاه أمام المؤتمر أمس إن ممثلي المجتمع الدولي الذين شاركوا في المؤتمر عبروا في كلمات قدموها في جلساته المختلفة عن رغبتهم التامة في المساهمة في تنمية .إقليم شرق السودان ، حيث تعهدوا بالمساهمة بمبلغ 3 مليارات و500 مليون و470 الف دولار أمريكي. واوضح أن المؤتمر شاركت فيه 42 دولة و30 منظمة دولية وإقليمية و78 منظمة أهلية وطوعية و84 شركة من القطاع الخاص أضافة إلى تغطية اعلامية من 53 مؤسسة إعلامية.وأكد المدير التنفيذي لإعمار الشرق أبوعبيدة محمد أن هذه التعهدات تعبّر عن التعاون الطيب والمساهمة المقدرة من المجتمع الدولي لتنمية الشرق، واعداً بتوظيف تلك الأموال لخدمة مجالات الصحة والتعليم وتغيير الواقع التنموي بالمنطقة. وأعلنت الكويت تقديم مبلع 500 مليون دولار أميركي، وكندا 500 مليون دولار، وإيران 200 مليون، والصين 25 مليوناً، والاتحاد الأوروبي 30 مليوناً، والصندوق العربي 200 مليون دولار، كما التزمت بعض الدول والمؤسسات بأرقام مختلفة، ما أدى إلى ارتفاع التعهدات إلى نحو 3,5 مليارات دولار أميركي. وأوصت ورشتا عمل حول مشاريع الحد من الفقر والضمان الاجتماعي ومشاريع البنى التحتية اللتان، عقدتا بالتزامن مع أعمال مؤتمر المانحين والمستثمرين لشرق السودان بضرورة التركيز على مشاريع المياه ثم التعليم والصحة ورفع القدرات والاهتمام بالمشاريع الصغيرة التي تحارب الفقر. كما أوصوا بضرورة تأهيل السكك الحديدية وتأهيل الطريق القومي الذي يربط الشرق بباقي أنحاء السودان، إضافة إلى ربط سياسات الإنتاج بالتسويق. وأكد د.مصطفى أن المؤتمر (كان ناجحاً بكل المقاييس) وأنه حقق أهدافه.وأوضح أن آلية سيتم وضعها للتأكد من متابعة التزامات الدول في تقديم مساهماتها من خلال لجنة خماسية تضم الصندوق الكويتي للتنمية والصندوق العربي وصندوق شرق السودان والأممالمتحدة والبنك الإسلامي للتنمية لتشرف على تنفيذ هذه الالتزامات.وقال إن هذا المؤتمر لن يكون الأخير و(إنما سيتم عقد مؤتمر آخر عن الاستثمار في شرق السودان) دون أن يحدد موعداً له مشيراً من جانب آخر إلى أن بلاده ستصدر قانوناً جديداً للاستثمار تحدد فيه الآليات والجهات التي يتعامل معها لتشجيع المستثمرين وتحسين البيئة الاستثمارية في بلاده. وفي يلي البيان الختامي للمؤتمر تم بتاريخ 1 و2 ديسمبر (كانون الأول) عام 2010 في مدينة الكويت عقد المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لشرق السودان برعاية سامية من حضرة صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ورئيس مجلس وزراء دولة الكويت سمو الشيخ ناصر المحمد الجابر الصباح وبحضور معالي مساعد رئيس جمهورية السودان السيد/ موسى محمد أحمد، ومعالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي الدكتور الشيخ صباح السالم الصباح، ومستشار رئيس جمهورية السودان الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، وسعادة الأمين العام لجامعة الدولة العربية، وسعادة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، وسعادة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وعدد من الوزراء ومثلي الدول والمنظمات. قام على تنظيم المؤتمر الديوان الأميري في دولة الكويت، ووزارة خارجية دولة الكويت، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والبنك الإسلامي للتنمية، وصندوق إعادة بناء وتنمية الشرق في جمهورية السودان، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في السودان، وغرفة تجارة وصناعة الكويت. تم على هامش المؤتمر عقد اجتماع لممثلي جهات القطاع الخاص في مقر غرفة تجارة وصناعة الكويت واجتماع آخر لممثلي المنظمات غير الحكومية تم عقده في مقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية كما صاحب للمؤتمر معرض لفعاليات عدد من مؤسسات التمويل الإنمائي والجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني. خاطب الجلسة الافتتاحية رئيس مجلس وزراء دولة الكويت سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، ومعالي مساعد رئيس جمهورية السودان، موسى محمد أحمد، ومعالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية دولة الكويت الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، وبعد كلمات الافتتاح، استعرض المؤتمر الأوضاع الراهنة لولايات شرق السودان مما يعكس حاجتها الماسة إلى التنمية والإعمار. كما تم تقديم المشاريع التنموية والاستثمارية المعروضة على المانحين والمستثمرين والتي بلغ عددها 149 مشروعاً تنموياً بقيمة تقارب 2.2 مليار دولار أمريكي في قطاعات دعم السلام والأمن ومكافحة الفقر والبنى التحتية وتنمية الموارد البشرية، بالإضافة إلى 28 مشروعاً استثمارياً تقدر قيمتها بحوالي 2 مليار دولار أمريكي في قطاعات الزراعة والثروة السمكية والسياحة والصناعة والاستثمار العقاري. حضر المؤتمر ممثلون عن 42 دولة، وعن 30 منظمة دولية وإقليمية ووطنية، وعن 78 منظمة مجتمع مدني وعن 84 شركة من القطاع الخاص، كما قامت 43 مؤسسة إعلامية وعربية وأجنبية مشكورة بتغطية فعاليات المؤتمر، وقد بلغ إجمالي عدد المشاركين في المؤتمر 675 شخصاً. قام معظم ممثلي الدول والمؤسسات التمويلية الإقليمية والوطنية والدولية المشاركة بالإدلاء ببيانات عبرت في مجملها عن تعاضد الجميع مع تنمية وازدهار منطقة شرق السودان. كما تضمنت الإعلان عن تعهدات بتوفير مبلغ يفوق 3 مليارات دولار أمريكي. كذلك فقد أشار البيان الختامي الصادر عن ملتقى المنظمات غير الحكومية إلى أن المنظمات الخليجية المشاركة في الملتقى قررت إنشاء صندوق للعمل الخيري في شرق السودان برأسمال قدره 100 مليون دولار أمريكي، كما قامت المنظمات غير الحكومية المشاركة بتغطية هذا المبلغ (مشمول بالمبلغ المذكور أعلاه). وقد اتّفق المؤتمرون على أهمية النظر في إنشاء آلية لمتابعة وتنفيذ القرارات التي خرج بها المؤتمر، وكذلك متابعة أخبار ونوعية المشاركات الإضافية والتي سيُعلن عنها لاحقاً. وفي ختام الجلسة عبّر المشاركون في المؤتمر عن عميق تقديرهم وامتنانهم لأمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وحكومة وشعب دولة الكويت للاستضافة الكريمة التي تعكس رسوخ قيم المروءة والكرم لدى الشعب الكويتي الأصيل، كما عبروا عن إشادتهم بما بذل من جهد عظيم في الإعداد والتنظيم المتقن للمؤتمر، الأمر الذي ساهم في نجاحه تحقيقاً للأهداف المرجوة. والله ولي التوفيق. الكويت 2/12/2010