نزلت توجيهات النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح، والمتعلقة بحل مشكلة بث الدوري الممتاز نزلت برداً وسلاماً على القطاع الرياضي، بعدما جاءت كلمة سيادته في الاجتماع المتعلق بذلك تحمل في ثناياها اهتمامه بهذا القطاع المتعاظم، والمهم ودوره التاريخي لغرس المعاني الوطنية وقيم الأخلاق التربوية من خلال الرياضة وأهلها، وبما تحدثه من أثر كبير فى تعضيد قيم الرياضة ومفاهيمها والتي لا تتأتى إلا من خلال ماتحدثه، حيث تشكل الضلع الثالث في مثلث اهتمام الدولة إضافة للثقافة والفنون، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا بعد أن ينتهي هذا الموسم؟ علماً بأن القضية لا تزال تراوح مكانها لأربعة أعوام خلت، إلا يعتبر هذا الأمر منقصة في حق وزارة الإعلام ووزارة الشباب والرياضة، وسبة على جبين إدارات التلفزيون المتعاقبة باعتمادها على قناة النيلين، ذلك المولود المشوه والتي يفترض أن تعمل على تسويق الإعلانات لدى المؤسسات والهيئات والشركات من خلال الدوري الممتاز، فإعلانات مبارتي الهلال والمريخ فقط كافية بأن تغطي تكاليف البث لكل الدوري ولكن ماذا نقول؟ وإدارة التلفزيون قد استمرأت الحلول الجاهزة باعتمادها على يد الدولة دون تنظر للقضية ببعدها الاستثماري وفرصه الضائعة والمهدرة عمداً، في تقديري أن الاخطاء في السياسات الإعلامية المتبعة هزمت فكرة القنوات الفضائية الخاصة التي أصبحت بفضل حنكة وفاعلية إداراتها تعتمد على مواردها الذاتية في الإنتاج والتسويق، وحققت بذلك النجاحات المتوالية عدا قناة النيلين، بل أصبحت تلك القنوات تنافس التلفزيون وباقاته من حيث نسب المشاهدة العالية، إذن الأمر يمكن أن نجمله فقط في غياب الرؤيا الموضوعية لإدارة هذا الملف، سواءً على مستوى إتحاد كرة القدم السوداني أو على مستوى وزارة الإعلام، ممثلة في هيئة الإذاعة والتلفزيون وأخشى ما أخشى أن يعود علينا الدوري القادم، ونحن نقبع في ذات المحطة التي سئمنا الوقوف فيها طويلاً.