من المعلوم أن وزارة الصحة هي من أهم الوزارات في أي دولة من الدول ،وأن الأطباء من أعظم الناس في هذا الوطن ، ومن المؤسف أن يعانوا الأمرين ،عائد مادي لايليق بالوظيفة و بيئة صحية غير مشجعة ، ثم ضرب واعتداء من أناس يأخذون مايظنونه حقا بأيدهم ، ونحن وقد ألينا على أنفسنا أن نكون مع الحق اليوم نكتب عن متناقضتين في الحقل الصحي ولنبدأ بالأسوأ. في القضارف وفي مستشفاها الكبير، والذي كان يعد من أفضل المستشفيات في السودان ، حدث بالأمس الأول ماهز عائلة كاملة وجعل الدماء تفور في شرايين كثير من رجالها ، فلقد أحضرت المريضة آمنة العوض للمستشفى وهي في حالة حرجة، بعد أن داهمها نزيف في الدماغ مفاجئ، جاء بها ذووها للمستشفى ،ولكنهم فوجئوا بأن غرفة العناية المكثفة ممتلئة ولا مكان لها فيها(كم عدد الأسرة؟ لانعلم ) حاول أهلها إنقاذ حياتها بنقلها للخرطوم أو مدني ولكن كان تقرير الاطباء واضحا : حالة المريضة أسوأ من أن تمكنهم من نقلها ، استنجد أهلها بمدير مكتب الوالي مجدي حسن النور ود/طه مدير عام الوزارة السابق الرجل الإنسان، وظل الحال على ماعليه ، ولما انفرجت الأزمة بعد تدخلات كثيرة وأدخلت للغرفة النعاش كان الوقت قد مر وأسلمت الحاجة روحها لبارئها، محمد أحمد نعيم الذي ظل يتصل بالصحيفة طوال نهار أول امس( سيد الرايحة يفتش خشم البقرة) ، بدأ غاضبا وحزينا وهو يقول بالله عليكم ماذا سيفعل المسؤولون لو أن القدر أصاب أفرادا من أسرهم وأين سيعالجون مع هذا الإهمال المتعمد في زيادة عدد الأسرة بغرفة الأنعاش والقضارف مركز لإقليم كامل ..ليت الوالي ووزير صحته شيخ العرب الذي كثيرا ما أشدنا به ليتهما يتخذا قرارا فوريا بإنشاء غرفة انعاش جديدة مهيأة لاستقبال المصابين فحياة الناس أغلى ما نملكه في الوطن. *أما الأفضل وهو مايعجبي في الأطباء دوما الإهتمام بصحة مرضاهم ، والتعامل الإنساني الراقي الذي يتميز به كثير من أطبائنا لذا تجدني دائما من مناصيريهم ، ومحبا لإبراز جلائل أعمالهم ، ومن مستشفى حاج الصافي بالخرطوم بحري تجئ الإشادة هذه المرة لوحدة (مستر مصطفى عبدالحميد فضل) ، هذا الرجل الإنسان فرغم علمه الغزير، عرف بين الناس بالتواضع الجم والتعامل الراقي، وجاء للصحيفة المواطن حاتم الزاكي عثمان مثمنا لرأينا شاكرا وممتنا للبروف استشاري الجراحة العامة ووحدتة الطيبة ،ممثلة في الطبيبين مهند عبدالرحيم دارقيل وأبوبكر خالد سليمان...وأطباء الإمتياز ضحى خالد ومحمد مصطفى وتسنيم الزاكي وروان محمود وآن زكريا والممرضة الممتازة فريدة عثمان الذين جعلوا من أنفسهم خداما للمرضى ، يبذلون الغالي والنفيس لإزالة آلامهم ، يخدمون خبراتهم والابتسامات تزين وجوههم، لاترفُع لاتذمُر ولا إزدراء. ونحن إذ نشيد بهذه الكوكبة المميزة ، فإننا نعرب عن خالص تقديرنا لهم ولكل من حمل هم المواطن السوداني في حدقات العيون ، ولكل من أنجز عمله على الوجه المطلوب عاملا بالحديث ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) أملي أن يلتفت السيد وزير الصحة بروفسير مأمون حميدة لهذه الكوكبة ويأمر بتكريمهم ، فنحن أمة فقدنا قول ( أحسنت لمن يحسن)، كما يحدوني أمل كبيرأن أسمع غدا أن السيد والي القضارف ميرغني صالح قد وجه بتحديث مستشفى القضارف وزيادة السعة السريرية لغرفة النعاش لإنقاذ أرواح المسلمين واتقاء دعوة المظلوم ونيل شفاعة المعصوم ....ألا هل بلغت اللهم فاشهد.