الشباب أكبر شريحة في المجتمع وفقاً للتعداد السكاني الأخير، والحكم على مصير الأمم يعتمد على مقدرة الشباب على التطور والنهوض بتنمية بلدانهم. الحوار جاء في إطار سعي «آخر لحظة» لتلمُّس إمكانية الاتحاد في مواجهة التحديات التي تمر بها البلاد حالياً ومدى اهتمامهم بقضايا ورعاية الشباب.. الحوار مع نواي جاء شفافاً وخالياً من التوابل والزخارف وتنميق العبارات دون الاهتمام بجوهر الأشياء. الشباب طاقات ومواهب تحتاج الرعاية والتخطيط ما هو دور الاتحاد في هذا الصدد؟ - الاتحاد الوطني للشباب السوداني منظمة مجتمع مدني تعمل في الوسط الشبابي، وتعبر عن قضاياهم وتسعى لتوظيف طاقاتهم وفق برامج ومشروعات يطرحها الاتحاد، مثل الصندوق الخيري لمساعدة الشباب على الزواج، ومشاريع استقرار الشباب تعمل في إطار تقديم التمويل الأصغر للشباب في ولايات السودان المختلفة، ومشروع محو الأمية التقنية أو المؤسسة الشبابية لتقانة المعلومات. ما هو دور الاتحاد تجاه الشباب في جنوب السودان؟ - للاتحاد أذرع رئيسية على مستوى ولايات الجنوب العشر، وممثلة معنا هنا مركزياً من خلال ملتقيات شهرية تراقب قدرات الشباب وترصد الأنشطة وتوظف طاقات الشباب الجنوبي عبر الأفرع في الجنوب.. وقدم الاتحاد مبادرة هذا العام وأطلق عليها قوافل البناء الوطني واستهدف شريحة الشباب في الجنوب عبر أربع قوافل، وتم تقديم كافة الخدمات الطبية والتعليمية ونشر الوعي والتعايش، والاتحاد يعمل في الجنوب باعتباره جزء أصيلاً من السودان، وطرح الاتحاد المبادرة الشبابية من أجل الوحدة التي نادى لها وعمل من أجلها منذ توقيع اتفاق السلام الشامل 9 يناير 2005. هناك جسم في الجنوب يطلق عليه اتحاد شباب السودان الجديد ما هي طبيعة عملكم مع هذا الكيان؟ - نعلم بهذا المسمى، ولكن على أرض الواقع لم نجده ولا نرى له شيئاً، وهو غير موجود في الساحة ولا علاقة لنا به، وفي حالة وقوع الانفصال سنسعى لأن تكون بيننا وبينهم علاقات وسنمد أيادينا لهم. مدى توفر الدعم السياسي من قبل حكومة الجنوب لأنشطتكم؟ - في فترات مختلفة قدمت لنا العون، ولكن مؤخراً مع اقتراب موعد الاستفتاء حدثت لنا مضايقات ولكوادرنا، حتى الجنوبية منعت من العمل وضرب عليهم حصار. مدى انفتاح اتحاد الشباب الوطني على القوى السياسية الأخرى وأنتم متهمون بأنكم اتحاد شباب المؤتمر الوطني؟ - اتحاد الشباب في دورته الحالية أول عمل قام به زيارة كل رؤساء الأحزاب السياسية، وعقدنا العديد من اللقاءات والمنتديات لشباب الأحزاب السياسية وقلنا لهم إن أبواب الاتحاد مشرعة ومفتوحة، وإن الاتحاد ليس مؤسسة حزبية وإنما هو منظمة تطوعية تدعوكم للمشاركة في العمل من أجل السودان ومواطنه.. وأنا شخصياً مؤتمر وطني وترعرعت في أحضانه، ولكن حينما انصب في مؤسسة تعمل في مجال العمل العام أخلع عباءة المؤتمر الوطني، ولا تمييز بين الشباب على أساس حزبي وهذا موالٍ للحكومة وذاك معارض لها. إذا اختبرنا حديثك هذا على أرض الواقع أين شباب الأحزاب الأخرى في هياكل اتحاد الشباب السوداني؟ - منفعلاً.. أقول بكل صراحة تشكيل الاتحاد يأتي عبر مؤتمرات قاعدية على مستوى المحليات والولايات ويتم اختيار رئيس الاتحاد عبر مؤتمر عام. برزت ظواهر سالبة أستاذ نواي في شريحة الشباب مثل الزواج العرفي والمخدرات وسط طلاب الجامعات وغيرها من الظواهر، ما هو دور الاتحاد في المعالجة؟ - للاتحاد أمانة معنية تسمى أمانة المنظمات، خصصت هذه الأمانة لرعاية ومعالجة هذه القضايا، ولديها تنسيق مع الجهات ذات الصلة وعقدت الأمانة شراكة مع وزارة الصحة تركيزاً على الجنوب ومناطق التماس من خلال تسيير قوافل توعوية علاجية فيما يلي الأيدز وفيما يلي المخدرات لدينا منظمة تعمل في هذا المجال، وأما الزواج العرفي كما ذكرت آنفاً لدينا صندوق خيري لمساعدة الشباب على الزواج، ونؤكد من خلاله على أن الإشهار في الزواج يعتبر ركناً أساسياً، ونستنهض معنا العلماء ورجال الدين. دارفور ذات طبيعة خاصة لتأثرها بالحرب ما هي المشروعات التي نفذها الاتحاد في دارفور؟ - نحن أول من نادى الحكومة بضرورة تشجيع ورعاية المصالحات القبلية في دارفور وإقامة مؤتمر في هذا الصدد لوضع حد للصراعات القبلية في دارفور، والتقى رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني بوالي ولاية جنوب دارفور، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر تصالحي يضم ويركز على الشباب، خاصة المنضويين تحت لواء الحركات المسلحة، وتم إنشاء مشروعات تنموية في ولايات دارفور الثلاث ووقع الاتحاد الوطني للشباب السوداني مع السلطة الانتقالية لإقليم دارفور ممثلة في مفوضية التعويضات برعاية الفريق آدم حامد موسى رئيس مجلس الولايات قبل شهر على أن يتم تسيير قوافل من شأنها أن تسهم في إعادة بناء دارفور، ونعتزم طرحاً مثيراً للحوار مع شباب الحركات المسلحة. الشباب لهم مواهب ثقافية وأنشطة رياضية ما هو دور الاتحاد في رعاية ذلك وتطويره؟ - في هذا لدينا علاقات متميزة مع وزارة الثقافة ووزارة الشباب والرياضة لتنسيق مجموعة من المشروعات والبرامج والمهرجانات والكرنفالات، التي من شأنها أن تبرز مواهب الشباب وتقدم لهم منابر تمكنهم من نقل مقدراتهم.. والاتحاد قبل أشهر عقد وشارك في مهرجان الشباب العربي والأفريقي هنا في السودان وأبرز مواهب مجموعة من الفنانين الشباب، ويعقد سنوياً مهرجاناً سنوياً يتم فيه الالتحام والتنافس على مستوى ولايات السودان، ويتم تتويجه هنا في الخرطوم، والهدف منه إبراز المواهب ومقدرات الشباب. السودان عضو في منظمات إقليمية ودولية، ما مدى مواكبة اتحاد الشباب الوطني وتمثيله في اتحاد الشباب الوطني وتمثيله في اتحادات الشباب العربي والاتحاد الأفريقي والإيقاد و «س.ص»؟ - السودان عضو أساسي في اتحاد الشباب الأفريقي، وهو عضو رئيسي في اتحاد الشباب العربي، وقدمنا مبادرة لاستضافة مجلس الشباب العربي الأفريقي برعاية الحكومة السودانية، و رئيس المجلس هو الأستاذ عبد الهادي الحويج رئيس المنظمة الشبابية الليبية، ولهذا المجلس ثلاثة نواب، نائب يتحدث اللغة العربية من سوريا، وآخر اللغة الفرنسية من النيجر، وثالث يتحدث الإنجليزية من يوغندا، والرئيس المشير عمر البشير سيفتتح المقر في يناير 2011م.. وزارنا الأخ الأمين العام لاتحاد الشباب الأفريقي مؤخراً قبل شهر والتقى بالدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس، وأكد له ترحيب السيد رئيس الجمهورية باستضافة الاتحاد الأفريقي هنا في السودان والإدارة الأفريقية بالخارجية ويشارك الاتحاد في كافة المحافل الأقليمية والدولية. هناك اتحادات شبابية يرأسها أنجال الرؤساء والزعماء في عدد من الدول العربية والأفريقية، هل لديكم اتصالات مع هؤلاء الشباب؟ - نحن الآن نسعى وقد قطعنا شوطاً طويلاً في أن نكون اتحاد شباب دول حوض النيل، ونسعى من خلاله لتقريب وجهات النظر وردم الهوات بين الشباب العربي والأفريقي لمواجهة التحديات، ولدينا اتصالات مع نجل الرئيس المصري جمال مبارك، ونجل الزعيم الليبي سيف الإسلام، ولدينا معهم علاقات متميزة وهم يشاركوننا ونحن نشاركهم مناسباتهم والمهرجانات التي يقيمونها. ولكن دول حوض النيل تواجه مشاكل سياسية بين دول المنبع ودول المصب، كيف للشباب إصلاح ذلك وتجاوز ما اُختلف عليه على مستوى الرؤساء؟ - مبتسماً، هذه هي إرادة الشباب.. وإن لم تخترق إرادة الشباب هذه التحديات فلسنا بشباب، ونحن عازمون.. والغرض الأساسي في مسعانا هو تجسير الهوة بين هذه الدول، ونؤكد أن الشباب يمتلكون الإرادة والقدرة. اتجهت الحكومة في الآونة الأخيرة لتعيين وزراء شباب، مامدى رهانكم على نجاحهم في مهامهم؟ - نحن نطالب الحكومة بتمثيل الشباب في الحكومة، ورضينا باستجابة رئيس الجمهورية، وهذه الخطوة تعتبر تحدياً للشباب ونحن متفائلون ونثق في مقدراتهم وسيقدمون نجاحات ملموسة في هذه المرحلة الحرجة من عمر السودان.