عندما قلنا لأحمد الباقر بائع القفاف المصنوعة من السعف في سوق الجمعة – السوق الشعبي الخرطوم- إن صناعة السعف أصبحت مهددة بالزوال احتج الرجل بل قال لنا ( دا كلام شنو .. طيب القفاف والهبابات المعروضة قدامك دي شنو)!! الى جوار أحمد الباقر تاجر آخر يعرض قفافاً مصنوعة من البلاستيك, وبألوان مختلفة, فقلنا له ( القفاف الجديدة شكلها أجمل وامتن) فرد: أولاً من ناحية الجمال السعف ما في أجمل منو في حال قديم أو كان جديدا, أما المتانة القفاف الجديدة الشايفها قدامك دي عمرها ما بفوت الشهر، والسعف عنده مميزات كتيرة منها حفظ الأطعمة دون أن تتأثر, فهو لا يغير اللون ولا الطعم. بائع البروش والنطع خالد مكي: يرى أن الإقبال عليها أصبح على أشده، وكشف أن نساء كثيرات يرسلنه الى خارج السودان, كما أن هناك كثيراً من زبائنه يشترون (طواقي, وهبابات) كي يقدمونها هدايا خاصة للأجانب, وأضاف أن هناك شركات تعمل في مجال السياحة، أصبحت تطلب منه كميات كبيرة من (البرش والنطع والطواقي) وعد أن المصنوعات الجديدة من طواقي القماش والجلد والبلاستيك هي تقليد للصناعة السودانية, إلا أن زميله صحح له المعلومة عندما أشار الى أن العراقيين والسعوديين، قد برعوا أيضاً في هذه الصناعة، بل استخدموا السعف في صناعة وتجميل الكراسي, في أثناء حديثنا سألت سيدة عن سعر النطع, فقال لها خالد (75) وعشان خاطر ناس الجريدة نخلي ليك بخمسين, السيدة ضحكت وقالت: يااخوي أي زول قال لي بخمسين شكلك عشان ناس الجريدة عملته سياحي. وعندما سألنا رجلاً داخل السوق عن الأفضلية بين مصنوعات السعف والبلاستيك قال إنه يفضل السعف، لكن الناس تشيل فيهو شنو خلينا القفة زمان، وبقينا نشيل في الأكياس حاجات خفيفة وعلى قدر الجيب إلا أن رجلاً مازحنا قائلاً: والله قفة السعف فيها البركة, خش بيها السوق براها بتتملي, الرجل طلب أن تُقدم لحاملي قفة السعف تسهيلات خاصة وخصم في الأسعار، وبرر طلبه ( عشان نشجع الصناعة المحلية)
