قالت المذيعة التلفزيونية عائشة عبد المجيد إن انتقالها إلى قناة قوون سببه البحث عن فضاء أرحب وأوسع، وإن قناة الخرطوم هي التي فتحت لها الأبواب وقدمتها للناس، لذا ستظل تحفظ لها هذا الصنيع. عائشة في هذا الحوار تحدثت عن الأبواب التي فتحت لها أثناء عملها والأبواب التي أغلقت، فما هي وكيف تفكر في المستقبل المهني وحياتها الخاصة، كما تحدثت عن أسباب انضمامها إلى قناة قوون وتجربتها في الخرطوم. حوار - آخر لحظة - تصوير- سفيان البشرى ما هي أسباب انتقالك من قناة الخرطوم إلى قوون؟ -لا بد أن يعرف الناس أن الخرطوم مدتني بالخبرات وقدمتني للجمهور وكنت سعيدة فيها وانتقالي بسبب البحث عن فضاءات أخرى. هل أحد الأسباب هو العرض المادي؟ -قد يكون ذلك والانتقال من مكان إلى آخر فيه فوائد كثيرة، منها اكتساب معارف جديدة وخبرات أوسع. ما الذي يميز قوون؟ -فيها مساحات من الحرية كما أنها حبيبة إلى نفسي. خلال عملك في الخرطوم، هل استطعتِ تقديم رؤاك الإبداعية؟ -قدمت 70% من رؤيتي، وفي الخرطوم وجدت أساتذة كباراً كانوا سنداً وعوناً لي، كما أن برامج المنوعات التي قدمتها ساهمت في اختلاطي بالجمهور ومشاركتي في إعداد البرامج كان لها دور كبير في صقل تجربتي، لأنني كاتبة في الأصل. أراك تحتفين بالزي السوداني؟ -أنا بت ريف مزيج من النيل الأبيض والجزيرة الخضراء لذلك أقول أنا صناعة ريفية، طفولتي وصباي شكلهما الريف، ففي سن مبكرة تعرفت على السياسة والسياسيين لأنني كنت شديدة الالتصاق بالإعلام أسمع وأشاهد الأخبار. ما هي أسباب التحاقك بالعمل الإعلامي؟ -الرغبة، فعندما عرفت أن هناك معاينات للمذيعين والمذيعات في قناة الخرطوم تقدمت، ومن بين 1200 متقدم تم اختياري، ورغم أنني درست الفيزياء لكن وجدت أنني أكثر ميلاً للإعلام، وبعد المعاينات بدأت أستشير أهل الخبرة، وللعلم لجنة المعاينات كانت تضم عمالقة. بعد أن تم اختيارك أصبحت لديك عوالم جديدة؟ -طبعاً، هذه حياة جديدة وعوالم مفتوحة على مداها وكل خطورة يجب أن تكون مدروسة بدقة. إذن فتحت لك أبواب، فما هو أول باب دخلت إليه؟ -محبة الناس هو أوسع باب. والباب الثاني والثالث؟ -باب اكتساب الخبرات والمعارف. وما هي الأبواب التي أغلقتينها؟ -باب النقد الهدّام. وهل واجهتين نقداً كثيراً، في النقد عادة ما نجعل الباب موارب (متركش)؟ -أنا لا أتعامل مع النقد بسياسة الباب البجيب الريح سدو واستريح، لكنني أتعامل معه بحنكة. وهل تنتقدين الآخرين؟ -لا، أنا أقدم وجهات نظر فقط. ما هو الباب المتخيل عندك وغير مكتشف عند الآخرين؟ -باب النية البيضاء والقلب النضيف، هذا الباب أعول عليه كثيراً. وما علاقة العمل الإعلامي بالقلب والنية؟ -لأننا نعمل في مناخ ملئ بالأشياء التي تعكر الصفو. وماذا عن القراءة؟ -هذا الباب مهم ومفتوح على مصراعيه طوال الخط. لأنك مضطرة؟ -لا، لأنني أحب القراءة وهي عادة قديمة والآن لا بد من اكتساب المعارف وتلقي المعلومات. الشاشة هل خصمت منك أم أضاءت لك حياتك؟ -الشاشة تضيء في اتجاهات وتخصم في أخرى، هي خصمت من علاقتي الاجتماعية. كيف؟ -أنا بت ريف كثيرة المجاملة، أشارك الآخرين أفراحهم وأحزانهم، لذلك تجدني في الملمات حاضرة. وما هو الشيء الذي شطب من حياتك؟ -لم أشطب لكن فقدت علاقتي الاجتماعية. ما هي مخاوفك الحالية؟ -أخاف من المستقبل ومن الآخرين وشرهم. الآخرون هل هم جحيم أم نعيم؟ -الآخرون سلاح ذو حدين. وما هو الشيء الذي يشغل تفكيرك الآن؟ -على مستوى العمل أحب أن أخلق أرضية ثابتة، وأن أتحمل ضغط العمل وصعوباته. وعلى المستوى الخاص؟ -أنا مثلي ككثيرات من بنات السودان. إذن تفكرين في الزواج؟ -أفكر في الرجل الذي يحترم المرأة. أصبحت هذه نغمة تردد كثيراً؟ -لأن الرجل لا يعطي المرأة حقها وقيمتها ولا بد أن تعطى المرأة حقوقها كاملة. وما هو الشيء الذي لن تتنازلين عنه؟ -لن أتنازل عن أخلاقي وعملي وأسرتي ولن أتوقف عن السعي للتطور.
