سيطر مبارك الفاضل على الساحة الإعلامية والسياسية خلال الأيام الماضية لفترة بعد أن أطلق تصريحات بأنه يقود وساطة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة، بجانب تصويبه انتقادات لاذعة لأجهزة حزب الأمة القومي لم يسلم منها رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي نفسه، وما أعقب ذلك من إعلانه بذل مساعٍ لتوحيد الحزب، وعند تأخر النتائج في كل المحاور التي طرحها في آخر مؤتمر صحفي له عقده بداره بشارع البلدية بالخرطوم، رأت (آخر لحظة) الجلوس إليه واستفساره عن تلك القضايا، إلى جانب الراهن السياسي، فمعاً نتابع ما دار في الحوار. أجراه: لؤي عبدالرحمن / تصوير سفيان البشري ماموقفك من قضية حلايب ؟ المشكلة ظهرت مع الخلاف بين النظامين بعد محاولة اغتيال حسنى مبارك 92، قبلها لم يكن موجوداً هذا النزاع، وهذا النزاع لايخلو من المشكلة القائمة بين النظامين في الخرطوم والقاهرة، الآن هنالك حقائق بأن حلايب ظلت تحت الإدارة السودانية منذ العام 1902 إلى 1992م وانتخابات 53 و58 و65 و68 و86 كان هناك نواب يمثلون دائرة حلايب وشلاتين آخرهم فى 86 اتحادي ديمقراطى وهو الأخ عيسى موسى من قبيلة البشاريين، وهنالك حقائق تاريخية مربوطة بالمنطقة أتت بالخلاف وهي أنه فى عام 1899 م والسودان تحت الحكم الانجليزى وقع الانجليز اتفاقية مع مصر رسموا بموجبها الحدود في خط 22 ووضعوا حلايب وشلاتين فى مصر، وفي 1902 بعدها بسنة وجدوا أنهم قسموا القبائل، قسموا البشاريين والعبابدة وفي حلفا قسموا النوبة، فوحدوا البشاريين في الجانب السوداني وعدلوا الحدود وسموها حدود إدارية وهي أصلاً كانت بلد واحدة السودان ومصر، وأخذوا مثلث حلفا وتبعوه للجزء المصري، هذا الوضع استمر منذ العام 1902 ولم تتم إثارته إلا في عهد عبد الناصر، عندما جاءت الانتخابات وحصلت مواجهة مع السودان يقودها عبد الله خليل، وذهب محمد أحمد المحجوب وطلب منه تجميد الموضوع إلى ما بعد انتخابات السودان، وهو رفض بعدها تدخل مجلس الأمن والأمريكان وسحب عبدالناصر قواته والسودان أجرى انتخاباته فى 58 في تلك الدائرة، وظلت الشكوى في مجلس الأمن منذ ذلك الوقت، وبعد الحرب الإسرائيلية المصرية مصر طلبت من السودان أن يسمح لها بقوة من الدفاع الجوي لكى تحمي المنطقة الخلفية لمصر، فسمحوا لقوة عسكرية فى 67 بأن تدخل للمنطقة باعتبار أنه لايوجد نزاع بين البلدين، بعد ذلك أتت هذه القوة مع قوة أخرى استلمت المنطقة سنة 1992م، وأصبحت هنالك مواجهة مع القوات السودانية، ومصر صرفت أموالاً على أبنية لمحاولة فرض أمر واقع، وأنا أفتكر أن حلايب لن تكون محل مواجهة، وفى رأيي إن الحل هو الذي طرحه وزير الخارجية غندور، أما أن يكون حواراً يصل فيه الناس إلى نتيجة أو التحكيم الدولي، والعلاقة بين مصر والسودان وظروفهما لاتسمح بمواجهات، والاتفاقية التي تستند عليها مصر ألغاها البرلمان المصري ماهو البرنامج الذي بصدده السيد مبارك الفاضل هذه الأيام ؟ تركيزنا هذه الأيام على شيئين الأمر الأول: إعادة البناء وتوحيد الحزب وانجاح مساعي السلام وخريطة الطريق، وفيما يخص برنامج الحزب ذهبنا رحلات لولايات النيل الأبيض والشمالية والجزيرة، وستنواصل مجهوداتنا، والمشروع الآخر مواصلة اتصالاتنا مع القوى الاقليمية والدولية ومع الحكومة للدفع بخريطة الطريق طالما أنها صارت مشروعاً سودانياً دولياً لايجاد تسوية وسلام في السودان، ينقلنا من مرحلة الصراع إلى مرحلة ينصرف فيها السودانيون إلى التنمية والبناء، ويخرجوا بلدهم من الفقر والاحتقان الموجود الآن هنالك شخصيات ماذا أنت قائل عنها أمثال الشيخ الراحل حسن الترابى ؟ حسن الترابى ربنا يرحمه رجل لديه قدرات عالية ومفكر وانسان، وهو كشخص قبل أن يكون سياسي، ولديه حميمية فى علاقاته وله التزام بالواجب ويواصل الناس في كل الظروف، وأنا شخصياً كان يواصلني في كل الظروف ومهما كانت الملابسات السياسية، وأنه صاحب نكتة ومجلسه لا يمل، لكن هو كسياسي الناس قد يختلفون معه في كثير مما ذهب فيه، وهذا لايغمطه حقه، فقد قدم الكثير وله وزنه ومكانته وكانت عنده الشجاعة بان يتعرف بالأخطاء التى وقع فيها ويعمل على تصحيحها مولانا محمد عثمان الميرغنى ؟ مولانا لاشك عنده قدرات عالية واستطاع منذ الثمانينات في الانتفاضية أن يسيطر على كل خيوط الحركة الاتحادية، رغم أن الختمية كانوا المجموعة الأصغر في الحزب الاتحادى الديمقراطي، وهو بدهائه وقدراته سيطر على الحركة الاتحادية واستطاع ان يسيرها حسب مايرى، ولاشك أنه هو الآن يمثل رمزاً أساسياً في الساحة، وعنده أساليبه في العمل السياسي مرتبطة كثيراً جداً بالأمور المتعلقة بالطائفة والبرتكولات المتعلقة بوضعه كزعيم للختمية، ولكن هو كشخص لما تجلس معه تجده رجل نكتة، وحديثه لايمل قد يختلف الناس معه في منهج إدارته لحزبه، وفي تقديري حسب جيله وزمانه والمنهج الذى تعود عليه لايختلف كثيراً عن الترابى أو الصادق المهدى أو نقد في إداراة الشئون السياسية السيد الصادق المهدى ؟ هو طبعا مفكر وقدم اسهامات فكرية كبيرة للمكتبة السودانية والانصارية، وعنده اجتهاداته السياسية أصاب في بعضها ولم يوفق فى كثير منها، وفي تقديري غلبت عنده الناحية الفكرية على السياسية، وهذا بدون شك كان له أثر على اسهاماته السياسية لأن كثير من الأفكار قد تتصادم مع المصالح والرؤى السياسية، وبالتالى الجانب الفكري يختلف عن التطبيقي، فالسيد الصادق غلب عليه الجانب النظري ولتنظيري في نهجه السياسي وهذا له أثرفي إظهار دوره التنفيذى بدرجة من عدم التوفيق الرئيس عمر البشير ؟ رجل ذكي واجتماعي من الطراز الأول وعنده مساحة كبيرة للعلاقات الاجتماعية، وهذه تحمد له ولديه كثير جداً من التواضع، لكن قد يختلف الناس معه في نهجه السياسي وإداراته للأمور السياسية، ونقول إن الفترة الماضية كانت الإدارة السياسية التنفيذية بصورة كبيرة فى يد آخرين من الحركة الإسلامية، والآن هو تولى القيادة السياسية والتنفيذية ننتظره لنرى ماذا سيقدم لأهل السودان، وهو في هذا الموقع من السيطرة على القرار السياسي والتنفيذي، الآن تغيرت الصورة ونرجو أن يوفق ويستفيد من الظروف المواتية لنقل أهل السودان إلى مرحلة جديدة من التصالح والتصافي وينقل البلاد إلى التوافق حول التداول السلمي للسلطة والتصالح مع المجتمعين الدولي والإقليمي ياسر عرمان ؟ ياسر لاشك أنه استفاد كثيراً من احتكاكه بالدكتور جون قرنق وأصبح واحداً من القيادات السياسية النادرة، التى لها قدرات تنفيذية في إدارة الشان السياسي، ولاشك أنه صارت عنده قدرات عالية في إدارة الملفات السياسية والعلاقات الدبلوماسية والاستفادة من الإعلام، وطبعاً عرمان من قبل كان يعمل في الحركة الشعبية، وكان يغلب عليها الطابع الجنوبي، والآن يعمل في إطار الحركة الشعبية شمال، وطبيعة هذه الحركات يغلب عليها الطابع الجهوي والقبلي، والتحدي أمام عرمان في كيفية إعادة التفكير في الرؤى التي أسسوا عليها الحركة التي تأسست على نهج السودان الجديد والانتصار للهامش، والآن رأينا أن رؤية السودان الجديد ونموذجها إنهار في دولة الجنوب أمام القبلية والجهوية، التحدي أمامه في أن يساهم مع زملائه بأن ينقل الحركة إلى حزب سياسي شمالي، وعلى الحركة الشعبية التفكير شمالاً بدلاعن التفكير جنوباً