الملك سلمان كان ضمن منظومة الحكم النافذة حينما كان أميراً لمدينة الرياض طوال فترات حكم الملك فيصل والملك خالد، والملك فهد، والملك عبد الله، رحمهم الله رحمة واسعة، حتى أصبح ولياً للعهد بعد رحيل الأمراء سلطان ونايف، وهم في قمة عطائهم وتأثيرهم ودورهم الواضح على الخارطة السياسية وهم أشقاؤه.. تسلم زمام الحكم بعد رحيل المك عبد الله لتأتي حقبة تاريخية كان لها سلمان، عندما أشرك الجيل الثالث من أسرة المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله رحمة واسعة.. جاء سلمان وفي جعبته الرؤية المستقبلية، فكان اختيار الأمير محمد بن نايف ولي للعهد والأمير أحمد بن سلمان ولياً لولي العهد.. لتكون قيادة الملك سلمان المشبعة بالخيرات التراكمية والحكمة وبُعد النظر، والقدرة على اتخاذ القرارات التاريخية، والتي يصفها الزعماء بمشاركة فعلية وتنفيذية لجيل الشباب مستقبل المملكة.. فكان أولى المهام التصدي للبعث الإيراني الذي استباح حرمة اليمن السعيد، والتفكير في زعزعة الاستقرار والأمان للمملكة حامية حمى الحرمين الشريفين.. وهذا خط أحمر يتطلب التحرك السريع والحاسم. خاصة بعد أن عربدت إيران واستباحة اليمن والشرعية الحاكمة بدعمها للمارقين الحوثيين، وحليفهم الشاويش صالح الذي باع نفسه للشيطان، ودخل في حلف لإعادة حكمه مرة ثانية بعد أن لفظه الشعب اليمني في ثورة عارمة حاشدة.. وجاء قرار عاصفة الحزم بتحالف عربي قاده الملك سلمان بشجاعة وحنكة، لأن توقيت القرار أفشل المخطط الإيراني الخبيث في احتلال اليمن والتهديد لأمن السعودية ودول الخليج، ولكم أن تتصوروا كيف يكون الحال والعالم كله ينابع الضربات القوية لطيران التحالف الشيطاني لسنة كاملة عبر ضربات موجعة ومتقنة، ولكن دون تحقيق نصر حاسم لأنهم كانوا قد خططوا وعملوا على تخزين ترسانة السلاح المهول الذي نراه الآن، والذي تم بدعم من إيران، ولولا قرار عاصفة الحزم لقاموا بتنفيذ المخطط الخبيث في زعزعة استقرار المنطقة وخلط الأوراق، ولكن الملك سلمان كان على الموعد رؤية وشجاعة في اتخاذ القرار.. لهذا كان التأييد العالمي والدعم العربي والإسلامي لقرارات التحالف.. وفي رأي أن أكثر القرارات ذكاءً حينما استطاع ضم السودان لهذا التحالف، وهو الذي كانت تربطه علاقات قوية مع إيران كان في الإمكان أن تشكل خطراً عظيماً في البحر الأحمر لو كان لإيران وجود في السودان، لكن الملك سلمان بحكنته استطاع احتواء وضم السودان للتحالف واشراكة عسكرياً بعد قطع علاقاته مع إيران وسط دهشة العالم، وهكذا أمن الملك سلمان ظهره من أي ضربة غادرة ثم قام بالتحرك الدولي عبر رحلات مكوكية لبعض بلاد العالم المؤثرة، وكان الدعم الكبير للشقيقة الكبرى حارسة بوابة الأمة العربية مصر.. دعماً جعلها تستعيد توزنها وترتب حساباتها لتكون على أهبة الاستعداد للمشاركة في الذود عن الأمة العربية والتغول الإيراني.. ثم كان القرار التاريخي لبرنامج الرؤية الثاقبة لمملكة 2030.. برنامج اقتصادي أذهل العالم عكس قوة اقتصاد المملكة وتخطيطها المستقبلي، وفق دراسات معطاءة تقود المملكة لآفاق طموحات الدول الكبرى.. لو وقفنا على الانجازات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين ترى أنها غير مسبوقة، وتتسم بالذكاء والشجاعة والفراسة وبُعد النظر، مواقف وقرارات تذكرنا بالزعامات التاريخية عبد الناصر، والملك فيصل، ولعل قرارات تنظيم الحكم وهيكلته تُعد عملاً كبيراً خلاقاً سوف يدفع بالمملكة لمصاف الدول الكبرى، وخاصة بعد ميلاد الحلف الإسلامي الذي فجره ويقوده الملك سلمان، وأن نبقى في القلب غصة غياب الإعلام الذي لم يواكب هذه الأحداث الكبرى والمفصلية في تاريخ العرب والمسلمين، والأمر يحتاج لإعادة نظر لتفعيل حراك للجماهير العربية والإسلامية لتكون مواكبة لهذه الأحداث، لأن الجماهير العربية الآن مغيبة ولا وجود لها في المشهد السياسي، وقد يكون هذا التقصير لدور لم تلعبه سفاراتها، ولنا في السودان خير دليل، فالرغبة لدى الشعب للخروج للشارع لتأييد التحالف والملك سلمان ولكن.. تبقى لكن.. وللحديث بقية إن أمد الله في الآجال والله من وراء القصد.