في مساء من مساءات الخرطوم الدافئة ،ومجموعة من النخب تقوم بتدشين كتاب )الصين في أفريقيا( لد. الأمين عبدالرازق، راح عدد من المعقبين يهاجم جودة المنتجات الصينية، مما دفع بدبلوماسي صيني كان حضوراً، أن يطلب الفرصة لتبرئة ساحة منتجات بلاده من الهجوم المتواصل من قبل المعقبيين. وقال في معرض رده إن بعض التجار السودانيين يقومون باستيراد بضائع زهيدة الثمن بينما المنتجات الصينية تنقسم إلى نوعين جيدة الصنع ومتدنية الصنع ،وإن الأمر يعود للتجار المستوردين لحظتها قال لي جاري الذي يجاورنى في جلسة تدشين الكتاب ،إن الأمر يعود الى الاهتمام (بالقيم الأخلاقية) فلماذا نقوم بصناعة منتجات متدنية الصنع أو رديئة الصنع تسبب خسائر مالية وربما خسائر صحية ، ونحن من يحضنا نبينا الكريم بقوله (إن الله يحبُ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) وأذكر أنى طالعت دراسة عن مخاطر لمبات الاضاءة الاقتصادية متدنية الجودة ورخيصة السعر وعن تسبيبها بعض المشاكل الصحية للمستخدمين هذا كمثال والأمثلة كثيرة ومتعددة من منا لم يعاني من البضائع متدنية الجودة في منزله أو مكان عمله. فلو تركنا الصين التي ضرب بها المثل في بعد المسافة لتلقيالعلم ، والتفتنا إلى هيئة المواصفات والمقاييس التي أعلم مدى جهدها الذي يبذل في كثير من المواد المستوردة ، ولو أخذنا مواد تصنيع الحديد كمثال تجدها تشدد في طلب شهادات دولية تثبت جودة المواد المستخدمة في صناعة الحديد. ومدى مطابقتها للمواصفات والمعايير السودانية ، لكن رغم هذا نجد تساهل فى كثير من البضائع التى تدخل منازلنا ، الى وقت قريب كنت اقوم بتغير صنبور المياه (الحنفية) كل شهر تقريباً حتى هيأ الله لى صاحب محل لديه نوعية جيدة الصنع ، وقبل فترة كنت مع صديقى فى مصر فوجدته يشترى لمبات اضاءة و صنابير مياه (حنفيات) من احدى الاسواق الكبيرة وعندما لحظ اندهاشى قال انه يحرص على شراء منتج عالى الجودة من خارج السودان ، حتى لا يضطر أن يشترى من هنا واضاف لى أن الأيدى العاملة اصبحت مرتفعة الاجور وقليلة الخبرة فبشراءِ منتج جيد لا يحتاج لتلك الأيدى العاملة، شخصياً اقتنعت بوجهة نظره وقمت بشراء ما ظننت إنى قد احتاجه . المؤكد أن البضاعة متدنية الجودة مُهدد اقتصادى فهى تمثل احد اكبر مصارف النقد الأجنبى ، دون شك ان التجار تستورد بأستمرار لمقابلة الطلب المتنامى جراء تعطل وخراب المنتجات. لكن يظل تعويلنا على هيئة المواصفات والمقاييس فهى تظل خط الدفاع الاخير الذى نعتمد عليه،واظن لو قامت بتطبيق نفس طريقة استيراد مواد صناعة الحديد، قد ننجو من طوفان استيراد مواد وبضائع متدنية الجودة، فلا أظن التعويل على الضمير والقيم الاخلاقية قد يجنبنا غول المتجات رديئة الصنع ، فقط القوانين واللوائح والكادر المؤهل والارادة القوية.