ولد ابوالقاسم محمد إبراهيم فى حى الهاشماب فى امدرمان، فى نوفمبر من عام 1937، والده الأستاذ محمد إبراهيم أحمد هاشم و ووالدته السيدة عائشة أبوالقاسم أحمد هاشم. بدأ تعليمه الأول فى الخلوة الملحقة بجامع الهاشماب فى امدرمان،ثم التحق بالتعليم العام بمدرسة الموردة الاولية، انتقل مع والده الى مدينة الفاشر حيث أكمل تعليمه الاولى هناك و عاد الى أمدرمان و التحق بالمدرسة الوسطى. انتقل بعد وفاة والده فى كفالة اخواله عبدالحميد ابوالقاسم و هاشم ابوالقاسم الى مدينة الخرطوم حيث أكمل تعليمه الثانوى فى مدرسة الخرطوم القديمة ثم التحق بعدها بالكلية الحربية تخرج من الكلية الحربية السودانية فى يناير من عام 1962 برتبة ملازم ثاني، وعمل فى بداية مشواره العسكرى فى القيادة الوسطى للقوات المسلحة فى مدينة الابيض. و فى منتصف عام 1962 قررت القوات المسلحة السودانية تشكيل أول فلرقة للمظلات فتقدم ابوالقاسم بطلبه للالتحاق و بعد اجتياز كافة الامتحانات العسكرية تم اختيار عشرة من القوات المسلحة لتشكيل نواة هذا السلاح و كان من ضمنهم ابوالقاسم. تم ابتعاث العشرة ضباط و ضباط صف الى المملكة المتحدة للتدريب و عادوا بعد عام فى نهاية عام 1963. بدأ ابوالقاسم و زملاؤه بتشكيل سلاح المظلات فى ذلك الوقت وقاموا بتدريب اول مجموعة تم استيعابها شارك أبوالقاسم خلال نهاية الستينات فى التحضير لانقلاب 25 مايو 1969 و قد ساهم عسكريا بكتيبة المظلات التى أسهم فى تأسيسها وكان لها الدور الأكبر فى نجاح الحركة الانقلابية فى صبيحة 25 مايو 1969. أصبح ابوالقاسم عضواُ فى مجلس قيادة مايو و ترقى من خلال عمله فى الدولة حتى أصبح النائب الاول لرئيس الجمهورية. عرف الرجل بشراسته في الدفاع عن مايو، ولقد شارك بقوة في إحباط انقلاب الرائد هاشم العطا في يوليو1971م وتحدثت كثير من الروايات عن عنفه مع قادة الانقلاب الأحمر وخاصة مع الشفيع أحمد الشيخ ، (ولازال الناس ينتظرون منه توضيحا لماحدث)، كما قمع بقوة حركة الجبهة الوطنية في 2 يوليو1976 والتي عرفت بحركة المرتزقة رغم أنها كانت من تخطيط وقيادة أحزاب الأمة والإتحادي والميثاق الاسلامي ومن أشهر قادتها غازي صلاح الدين. ظل الرجل لصيقا بجعفر النميري ومايو ولم يتزحزح من خنادقها ، وبقي وحيدا من مجلس قيادة الثورة بعد أن تساقط كل زملاؤه الضباط الأحرار، خالد حسن عباس وهاشم العطا وبابكر النور وفاروق عثمان حمدالله وأبوالقاسم هاشم وزين العابدين محمدأحمد عبدالقادر ، حتى العضو المدني الوحيد في مولانا بابكر عوض خرج من السلطة في وقت مبكر ولم يبق إلا جعفر نميري وساعده أبوالقاسم محمد إبراهيم ، الذي ظل وحيدا في عهد مايو إلى سقوطها في السادس من أبريل عام1985م كما بقي العضو الوحيد الذي على قيد الحياة بعد رحيل كل زملائه إلى الدار الآخر ولم يتكرم أي منهم بكتاب مذكراته والتي هي جزء مهم جد من تأريخ السودان، وكلنا أمل أن يتكرم سعادة الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم بكتابة مذكراته حفاظا على تأريخنا، متعه الله بالصحة والعافية.