معروف أن للصاعقة شحنات كهربائية عالية يمكن أن تؤدي للقتل أو الأضرار البليغة، لذلك فإن أحد العلماء قد أقترع مانع لهذه الصواعق، بحيث يكون لها القدرة على امتصاص هذه الشحنات الكهربائية، وتجنب اضرارها ! حسن عبد السلام الذي يلقبه انصاره ب(الصاعقة) اشتهر فعلاً بصعقات كهربائية عالية لخصومه، ومن أكبر خصومه السيد جمال الوالي الذي تحمل صدمات كثيرة من كهرباء (الصاعقة) جعلته يتألم وبقي منتظراً الوقت المناسب ليسحب كل كهرباء الصاعقة ! الحسن صاقعة النجم البحمي الشهادة والنضم .. التزم خصومة في اتحاد الخرطوم الصمت حتى في الميزانية التي قدمت في الجمعية ! حسن الذي كان يقدل بين أنصاره توقع أن تضرب صاعقته كل المنطقة المحيطة بملعب الخرطوم، ولم يتوقع أبداً أن يكون هناك (شاري) بكل هذه العلمية والقوة ليمتص شحناته الكهربائية .. و(الشاري) هو اسم لمانع الصواعق ! جمال الوالي أو جمال (الشاري) جهز مانع الصواعق بكفاءة عالية، وسحب شحنة حسن الكهربائية، بل وجهها له ليضربه بعنف، أمتدت آثاره من أكاديمية تقانة كرة القدم حتى حدود السكة حديد ! جمال الوالي الذي جهز (الشاري) لم ينطق بكلمة حول هذه الانتخابات، ولكنه اشتغلها بأسلوب ذكر الناس بأيام جمال في جامعة الإسكندرية ! فاز عبد القادر همد بفارق كبير من الأصوات، ولكن دوره لم يتعد دور (الشاري) لجمال الوالي الذي امتص بهمد كل الشحنات الكهربائية للصاعقة، ثم ذهب لينام مرتاحاً بعد سنوات من الصراع العنيف، وبعد شهور من الأخبار السالبة التي طاردت جمال الوالي ابتداءًا من اتهامه بالهروب في الوقت الحرج من المريخ، مروراً بالحديث عن الديون التي تركها، وانتهاءًا بالرفض الصريح لأول مرة في تاريخ المريخ لعودته عبر لجنة تسيير جديدة ! الوالي ابتسم أخيراً ابتسامة عريضة، وإن كانت بعيدة عن الأضواء ولكنها كافية لايقاف ضوء صاعقة كان اسمها حسن عبد السلام !! وتحت أضواء (سلام) في قلعة الحرية والديمقراطية ومقبرة الغزاة يستقبل الأهلة اليوم ضيوفهم الأحباش، كما استقبل النجاشي المسلمين الأوائل .. يوم تاريخي آخر في كرة القدم السودانية، وبأضواء جديدة من الجوهرة الجميلة الزرقاء .. بلهف وشوق يتدافع العشاق لمعانقة هذا الهلال الأبيض الجميل وهم يغنون .. طفوا نوركم للجبينه صباح .. والصباح إن لاح لا فائدة في المصباح .. جميل هذا الهلال .. ساحر .. أصيل .. علم الناس الديمقراطية والنضال من أجل الحرية والوقوف ضد التعيين والاختيار عبر الانتخابات ! هل رأى أهل المريخ حلاوة الانتخابات و(جمال) المفاجآت في انتخابات الخرطوم أمس .. لماذا يقف أهل المريخ ضد الديمقراطية طالما أنهم يحبون ممارستها خارج ديارهم ! ألم يكن حسن عبد السلام والصاعقة نموذجاً للصراع في المريخ بين التحالف الذي يدعمه حسن والمرابطون في انتظار لحظة (إعادة) بقيادة جمال الوالي !! لماذا يهرول أهل المريخ نحو السلطة وكأن المريخ وزارة نفط أو منطقة قوات مسلحة أو دار شرطة ! لماذا لا يتنافسون كما الأهلة ليخرج من ظهرهم رئيس قادر علي مواجهة الآخرين بسلاح الشرعية ! الآن عبد القادر همد رئيس نحترمه لأنه رئيس شرعي جاء بالانتخاب الحر المباشر في وضح النهار .. أياً كان مجهود همد في هذا الانتصار، ولكنه في النهاية انتصار جميل وله طعم ولون ورائحة .. لماذا لا يجرب أنصار همد في المريخ الانتخابات بنفس هذه الشراسة .. وبكل شراسة نحب أن نرى هجوم الهلال اليوم، على شاكلة انقضاض أصوات أهل أمدرمان على حلم حسن عبد السلام .. نريد الهجوم بالأطراف على طريقة أصوات أبو سعد، والهجوم من العمق على طريقة أصوات أمبده والهجوم من الوسط على طريقة الخرطوم وسط ! من باع حسن عبد السلام من الخرطوم يا (أهل) الخرطوم ! الهلال وسان جورج في قلب أمدرمان .. أول تجربة لبلاتشي الذي رفع شعار الهجوم .. نحن مع الكرة السريعة الجميلة والطرب الأصيل .. ننتظر الهلال الجميل على كاشفات جديدة وجوهرة حلوة وأيام طيبة .. الشر بره وبعيد !! يلا أطربونا، لكن بدون مفاجآت كما حدث في انتخابات اتحاد الخرطوم .. هاردلك حسن .. مبروك جمال الشاري !!