تبرز أهمية التقنيات الحديثة لتقليل المال والجهد في العمليات الفنية والإدارية لكافة المجالات بما فيها المجال الاجتماعي، حيث ظهرت ما تسمى بمواقع التواصل الاجتماعي التي يتم استخدام أجهزة تقنية المعلومات من حواسب وهواتف سيارة مع شبكات الاتصالات، لمعرفة أخبار بعضنا البعض في أسرع وقت، حيث يمكن تداول أخبار الأصدقاء والأهل السارة منها والحزينة، ويمكن أن يتم إنشاء مجموعات الأهل والأصدقاء للمشاركة الجماعية، غير ذلك هنالك مجموعات علمية وعملية يستفيد البعض من خلال المداخلات والآراء والنقاشات الهادفة، بل مجموعات وصفحات دينية تذكرنا في كل حين بأحاديث شريفة وآيات قرآنية للحكمة والموعظة، لكن بعض الواقع الآن في السودان الواتس عبارة عن إشاعات كاذبة، منها وفاة مشاهير، بالله عليكم كم من المرات مر عليكم مثل تلك الأخبار الكاذبة وفاة شخصية عامة وهو على قيد الحياة، حي يرزق كما يقولون، فضلاً عن تزوير خطابات رسمية باسم الدولة وإعلان قرارات وهمية من أشخاص، في رأيي ليست في قلبهم ذرة من الإيمان وديننا الحنيف حث على الصدق وعدم الكذب في عدد من الأحاديث منها - عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصِّدق، فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرَّجل يصدق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكْتَب عند الله صدِّيقًا، وإيَّاكم والكذب، فإنَّ الكذب يهدي إلى الفُجُور، وإنَّ الفُجُور يهدي إلى النَّار، وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتى يُكْتَب عند الله كذَّاباً). وهنا لا بد من التحري عند ما تصلنا أي رسالة فيها أي من الأخبار العامة حتى لا نصيب قوماً بجهالة، ودائماً ما تظهر تلك الرسائل نتيجة لخلافاتنا مع بعضنا البعض، ويأتي الانتقام من الطرف الآخر بإشاعة تلك الرسائل الكاذبة. يعتبر البعض أن المؤسسات الحكومية ملكاً وحكراً على النظام (المؤتمر الوطني)، فبسبب بغضه للنظام يبغضها ويأتي بالإشاعة والأخبار الكاذبة كما في مظلات مطار الخرطوم التي لا يصدقها العاقل والحكيم، بل يصدقها الجاهل والمتتبع للإشاعات (والشمارات)، فضلاً عن صور ساخرة تستخدم بعض الآيات والأحاديث في شكلها للأسف ويعتبرها للفكاهة والضحك، بل هي استهزاء والعياذ بالله بآياته وأحاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. وفي نفس الصعيد في هذه الأيام مع قرب الشهر المبارك رمضان يتناول البعض النكات الساخرة لهذه الشهر خصوصاً مع المناخ الحار وينسون عظمة الأجر وأن الله إذا أحب العبد ابتلاه، فبشرى لنا بالصيف الحاسم مع شهر رمضان وعظّم الله الاجر للجميع. أيضاً من الأشياء المتداولة غير الحميدة الصور والفيديوهات الخاصة في المناسبات الاجتماعية والتي هي في حد ذاتها فتنة، والعجيب في الأمر يفتخر بها أصحابها، وقد تأتي ببدعة جديدة خاصة في الزواج مما يعجز الشاب عن الزواج ويقلل رغبتهم فيه بسبب البذخ والبدع ويغري الفتاة للمطالبة بنفس الموضة التي ظهرت لأنها ليست أقل من صديقتها فلانة، لذا لا بد أن تفعل مثلها. في الفترة الأخيرة ضاق الحال بالمواطن، حيث ازدياد تكلفة قفة الملاح والمصاريف الدراسية والعلاجية وغيرها، لكن هذا ليس معناه أن نأتي بالأخبار والفتن ضد الدولة، والدولة ليست المؤتمر الوطني. عليكم يا مستخدمو المواقع الاجتماعية الواتس وغيره، أن تنقلوا ما يفيد لكي لا نأتي بذنوب لأنفسنا والواقع الآن الذي يشكي منه الجميع ليس إلا من أيدينا (مواطن ودولة)، كما في قوله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير). شيء أخير* لا تتركوا الواتساب ينسيكم أرحامكم وتكتفوا فقط بالرسائل بدلاً من الزيارات العائلية ولمة الأهل التي تسعد بها القلوب وتنشرح بها النفوس.