تتسابق القنوات الفضائية كل عام في شهر رمضان بتقديم الأعمال الفنية حيث تمتلئ القنوات قبل حلول رمضان بالدعايات لبرامجها وتتنافس لتقديم ما يثير المشاهدين ويجذبهم بإطلاق دفعات هائلة من المسلسلات والأعمال غير الهادفة والتي تتنافي مع طبيعة الشهر وتفقده قدسيته وروحانيته وتلهي الناس عن العبادة وقراءة القرآن والتروايح وتغتال الروابط الاجتماعية وصلة الرحم، وبالمقابل فإن البرامج الدينية التي تقدم لا تستطيع أن تغطي على تجاوزات الكم الهائل من المسلسلات، إضافة إلى عدم وجود دراما محلية منافسة لما تعرضه تلك القنوات. (آخر لحظة) أجرت استطلاعاً تضمن شرائح مختلفة من المجتمع ما بين مؤيد ومعارض للبرامج الرمضانية. أفكار بلا قيمة تقول إيناس علي (موظفة): رغم الانتقادات المتكررة كل عام إلا أننا نتفاجأ بتقديم أعمال درامية أكثر جرأة في الطرح وفي الأداء وحتى الفكرة تكون ذات قيمة وتتضمن مشاهد لا تشبه الشهر الفضيل، مضيفة أنها حصرت نفسها وأولادها في مشاهدة فقرات الدراما القصيرة التي تقدمها القنوات المحلية. وأبدى ضياء الدين محمد (أستاذ جامعي) تذمره وتسأل لماذا التكدس الدرامي في رمضان والجمهور موجود طوال العام وأكثر تفرغاً بعد رمضان ولماذا لا يتم اختيار مواضيع اجتماعية هادفة بعيدة عن الابتذال والسلبية التي نشاهدها، وأضاف أن هذا الموضوع يتكرر كل عام فهناك أجهزة إعلامية كثيرة لم تعد تراعي حرمة الشهر الفضيل، وعدم وجود دراما محلية تحافظ علي عادات وتقاليد المجتمع زاد من تغول تلك الفضائيات على مجتمعنا. وسيلة ترفيه أما الطالب محمود عبد القادر فقال الدراما الرمضانية وسيلة للترفيه وتقصير الوقت ولاغنى لكثير من الأسر عنها ولكنها لا ترتقي إلى مستوى فكر المجتمع بشكل عام ولا تتوافق مع الواقع الذي يعيشه المواطنون لأنها تعكس عادات مجتمع آخر ولا توجد دراما سودانية قادرة على المنافسة رغم المحاولات التي يقومون بها في شكل فقرات قصيرة للترويح عن النفس . سمية حسن (ربة منزل) قالت: تقسيم الوقت بين العبادة ومشاهدة المسلسلات لا يفرغ الشهر الكريم من العبادة، كما أن الدراما العربية هي المتاحة وتعطي الشهر حلاوته والبرامح الدينية ضئيله جداً مقارنة بما يعرض من مسلسلات، وليس كل ما يعرض غير هادف، فهنالك مسلسلات تاريخيه ووثائقية مفيدة. فقدان نكهة رمضان قال الشيخ حسن أحمد عمر لم تعد لشهر رمضان لذته بسبب بعض الأمور الدنيوية التي تشغل الناس عن الصيام والقيام وقراءة القرآن في رمضان، وأضاف كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أخرى أن يتقبله منهم، منوهاً بالمحتوى المبتذل في المسلسلات والتي في كثير منها هدم للأخلاق والفضائل، كما أنها تلهي الناس عن الصلاة وقراءة القرآن، وكل ما يلهي عن أداء العبادة فهو مكروه، كما أنها تعرض في غير أوقات رمضان ومن الممكن رؤيتها طول العام، متسائلاً عن سبب الإصرار على رؤيتها في الشهر الفضيل، وأوضح أن النبى صلى الله عليه وسلم كان (يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور) واقتدى به الصحابة وسلف الأمة.