أصدر وزير الشباب والرياضة الطيب حسن بدوي قراراً بإقالة رئيس نادي الهلال الأمين البرير وعين لجنة تسيير معظمها من أعضاء مجلس البرير أنفسهم! رفض الأمين البرير القرار وقاومه تحت غطاء الشرعية والديمقراطية .. انتصر الأمين البرير في النهاية لأنه استند على فكرة حقه في البقاء بأمر الاختيار الديمقراطي ! الديمقراطية تبقى دوماً أقوى من الدكتاتورية !! هذه هي الحقيقة التي يجهلها الكثيرون .. فالدولة الأولى في العالم الآن من حيث القوة العسكرية والمادية هي دولة ديمقراطية أو على الأقل يتم اختيار رئيسها عبر صناديق الاقتراع .. قد تكون ديمقراطية الأندية السودانية مشوهة وقد تكون الديمقراطية في أمريكا نفسها مشوهة .. ولا ننكر بأن الطريقة التي يتم بها اختيار رؤساء الأندية عبر الجمعيات العمومية غير جيدة ولكنها في النهاية تمثل خياراً ديمقراطياً علينا أن نطوره أو نتجه لشكل آخر واضح لاختيار الرئيس ولكن طالما أن هذا الخيار موجود وطالما أن هناك أشخاصاً أياً كان عددهم يذهبون بأنفسهم ويدفعون من حر مالهم لممارسة حقهم الانتخابي فإن صوت هولاء يبقى هو الأقوى.. الأمين البرير انتصر على الطيب حسن بدوي وظل رئيساً للهلال وخرج في الوقت الذي اختاره وليس الوقت الذي اختاره الوزير الذي اضطر في النهاية للاتفاق مع البرير على مواعيد الرحيل .. في الهلال أنت تكون أقوى عندما تأتي بالديمقراطية وتكون أقوى وأنت تحت مظلة الشرعية .. نكرر بأن الجمعيات العمومية تحتاج للكثير حتى تنتج مجالس ادارات ممتازة ولكن تظل للانتخابات في الهلال نكهتها ويظل الطريق صعبا وغير مفروش بالورود لمن يريد ان يحكم الهلال ونعيد هنا ضرب الامثلة الكثيرة التي نرددها بفخر .. فقد دفع صلاح ادريس للهلال من ماله وليس (مال الحكومة) الكثير الكثير الكثير قبل ان يصبح رئيسا للهلال ورغم ذلك فانه اضطر او وافق علي خوض الانتخابات في مواجهة رئيس سابق لقب بحكيم الهلال اسمه طه علي البشير في اقوي انتخابات عرفتها الاندية السودانية .. والغريب ان هذه الانتخابات لم تثمر عن فوز احدهما بسبب الحشد الجماهيري الكبير ولاسباب اخري ليس هذا اوان ذكرها ولكننا نقول ان الصراع بين الرجلين الكبيرين كان كبيرا .. بعد ذلك جاء مجلس التعيين بقيادة عبد الرحمن سر الختم ولكنه ظل وفيا للديمقراطية وجرت الانتخابات ليفوز صلاح ادريس ويحكم الهلال بعد ان بذل مجهودا كبيرا من اجل الجلوس علي الكرسي الساخن ... وبعد فترة قرر الارباب الاستقالة لاسباب كثيرة ثم اراد العودة للهلال بناء علي الدعم المادي والفكري والعطاء الكثير الذي قدمه ولكنه لم يستطع لان الهلال ببساطة نادي صعب جدا ان تخرج منه بكل بساطة وتعود له بكل بساطة .. ونحمد للارباب انه خاض من جديد معارك الانتخابات وسقط .. وقاتل البرير ليكون رئيسا للهلال بالانتخاب وفاز واسقط اشرف الكاردينال الذي عاد مرة اخري ليفوز برئاسة الهلال وهاهو الخندقاوي يعلن نيته الترشح للانتخابات القادمة .. لم يسعي الخندقاوي للتعيين وان سعي فانه لن يجد اغلبية تسانده .. الان الكاردينال ورغم كل المشاكل التي مر ويمر بها يقف قويا مستندا علي الشرعية التي اتت به وصراعه الطويل من اجل الجلوس علي هذا الكرسي .. لذلك فان اي محاولة من الوزير للاطاحه به ستجد مقاومة مثل مقاومة البرير للطيب حسن بدوي . اما الوزير اليسع الصديق فانه يقف مثل غيره في موقف قانوني قوي مواجها اعلام المريخ وانصار جمال الوالي ومنتصرا عليهم حتي الان رغم قوة صوتهم وتكتلهم لسبب بسيط وهو الحق والحقيقة . فاليسع صديق يحتمي بقانون يعطيه الحق في الدعوة للانتخاب وعدم تكوين لجنة تسيير جديدة فوق لجنة تسيير اقترب عمرها من النهاية واقتربت من اجراء الانتخابات !! اليسع صديق يرد بقوة القانون والمنطق على الذين يطالبون بضرورة عودة جمال الوالي فيقول اليسع إنه لم يقيل جمال الوالي كما فعل الطيب حسن بدوي مع البرير! وإنه لم يأتِ بلجنة التسيير على حساب مجلس شرعي وإنما تدخل بعد اصرار مجلس الوالي ومتوكل على الاستقالة ! اليسع مثله مثل جمهور الهلال الذي قال للارباب انك لن تعود متى شئت للهلال .. اليسع يقول للوالي إنك لن تعود للمريخ متى شئت .. فهناك آخرون لا يمكن أن نهضم حقهم في الاختيار الديمقراطي .. إذا كنت محبوباً يا جمال لهذه الدرجة ويقف خلفك الإعلام والأقطاب والجماهير فلماذا ترفض صناديق الانتخاب ! تقدم الصفوف وخوض المعركة الانتخابية .. وماهي المشكلة لو سقطت في الانتخابات .. فقد سقط الأرباب الذي تعتبره قدوة لك وأكثر مقدرة مالية منك .. وسقط الكاردينال الذي يرأس حالياً الهلال ! وسقط حسن عبد السلام وسقط كمال شداد بكل تاريخه في كرة القدم السودانية .. هذه هي اللعبة الديمقراطية وعليك أن تحترمها ! أو على الأقل عليك أن تحترم حقنا في التعيين !! اليسع صديق التاج يقف على أرض صلبة اسمها (الحق) في الانتخاب والدفاع عن حقوق أعضاء الجمعية .. لذلك هو ينتصر على الذين يقفون على أرض (رخوة) رغم أصواتهم العالية المطالبة بعودة رئيس استقال وترك المريخ في حالة فراغ إداري و(تخمة) ديون !!!!