نخلة بلا قلب فاتنة هي وحادة في أنوثتها كحد السيف، نشأت في أسرة متوسطة الحال، لكن جمالها كان جواز سفرها للمجتمع الارستقراطي. خالها الذي يسكن معها في المنزل يعمل كإمام مسجد، لاحظ أنها تتخلى عن مبادئ الدين شيئاً فشيئاً، واستطاعت سمية أن تحصل على منحة دراسية بأوربا عن طريق معارفها الذين يلهثون وراء جمالها. في مشهد ملئ بالدموع أهدى لها خالها مصحفاً وقال لها (تعبت من وصيتك لكن هذا الكتاب هو كل ما تحتاجينه في غربتك أوعديني بقراءته والعمل بما فيه، واعلمي أن جمالك زائل. قضت سمية 6 أعوام في غربتها لم تفكر في أن تأتي ولو مرة واحدة لزيارة أهلها، وماتت النخلة التي كانت تزين منزلهم وأصبحت بلا قلب. عند عودتها كانت كما هي، بل ازدادت جمالاً، أما خالها فقد زادت همومه بعودتها. بعد شهر من وصولها التحقت بعمل وأصبح ذلك المنزل الذي كان هادئاً منتجعاً للرجال، وأصبح خالها يظل في المسجد ويأتي منتصف الليل وأنفه يشم رائحة الرذيلة في منزله. لاحظ خالها أن شيئاً غير طبيعي يحدث لسمية، فقد قلت ابتسامتها وقل الزوار وأصبحت كثيرة الغياب عن المنزل. ذات يوم بعد أن فرغ خالها من الصلاة طلبت سمية أن تتحدث إليه، ولكن خالها بادرها قائلاً (هل هنالك شيء ما يكبر في بطنك؟)، وردت بنعم. في صباح اليوم التالي ترك الخال المنزل وقرر أن يتجه إلى قريته حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. أما سمية فقد قررت العودة إلى أوربا علها تجد حلاً لمعضلتها، وأرسلت رسالة إلى خالها قائلة (عد إلى منزلنا، فقد قررت أن أختفي من الحياة وسأحمل مصحفك هذه المرة لأحفظه. عزيزاتي الفتيات أن يهبكن الله جمالاً خارقاً، أعتقد أنه من الواجب شكره وحمده على هذه النعمة، ولا جمال في جمال ينقصه الشرف والعزة.