كنت أبحث عن وصف لها بعد أن ظللت مشدوها للشاشة الفضية ، متابعا حلقة مميزة من برنامج مميز اسمه (اكتمال القمر) وقد اكتمل القمر فعلا في هذا اليوم ورأيته نهارا جهارا وأنا أتابع حوارا مميزا من إنسانة مميزة، كان الإخراج راقي والإعداد ممتاز وزادته عفراء تميزا وإبداعا وألقا، عفراء عرفناها شاعرة سامية المعاني والصور ، وشاهدناها مذيعة شاطرة ملمة بمعلوماتها جيدا ومحاورة مذهلة لضيوفها ومشاهديها، ولكنها في هذه الحلقة مع شرحبيل أحمد كانت شيئا آخر يرفرف في الفضاء كاللحن المنساب روعة من حنجرة الفنان الشامل شرحبيل أحمد. ظللت مشدوها إلى الشاشة أمامي وأنا أبحث لهذه الإنسانة المشبعة بالإبداع والرقة والأنوثة والجمال، سمات رائعات افتقدناها منذ رحيل ملكة المايكرفون والشاشة العزيزة الغالية أختنا ليلى المغربى (أسأل الله لها الرحمة في هذا الشهر الفاضل ولوالديها وشقيقاتها الراحلات) ظللت أبحث عن وصف لها حتى رأيتها تحلق في سموات الإبداع وهي على كرسيها ، في مواجهة صاحب الصوت الملائكي شرحبيل أحمد، كان شرحبيل يطوف بنا في سموات الإبداع ، فلأول مرة أسمع صوته مجردا من أصوات الآلات الموسيقية ، صدح شرحبيل مهوما بنا في الفضاء: الليل الهادى يذكرنى حبيبى الغايب من بدرى خلانى وحيد نصيبى نحيب سهدى وبعدك جننى متين ياربى القاه ويسعد لى قلبى بلقياه لو فاتنى يومين تبقى لى سنين سهدى وبعدك جننى وحشتنى عيونك يا حبيبى وهمسك ولمسك يا طبيبى انته هناك ... وروحى معاك سهدى وبعدك جننى وكان تعليقها (ياأستاذ شرحبيل لقد جعلتني أحسن بأنني فراشة أحلق طائرة) ، نعم حقيقة هي فراشة كانت ترفل في ثوبها البنفس ،فراشةً تهم أن أن تطيرا،ظلت تخرج الكلمات من فمها كالدرر تهذيب راقي وتعليق منمق جميل دون تكلف أوتلعثم ،شخصية مرتبة محاور رائعة ، ردود من شرحبيل كحكاوي الطفولة ، تعيدنا لأزمان رائعات ، هوم المبدع بنا لزمان الصبيان وعم تنقو ، وروائع الشعر البديع والألحان المنسابة نور. تمنيت من أعماقي لو سجل شرحبيل كل أغنياته دندنة دون مصاحبة الآلات الموسيقية ، فإذا لاتحف الساحة بإبداع لايضاهى ولحلق بنا في سموات الإبداع . كثيرون تحدثوا عن عفراء فتح الرحمن ، وكنت أعتقد أنهم قد أوفوها حقها ،قتلوا أشعارها بحثا ،ونقدوا برامجها الحوارية ايجابا ، ومدحوا برامجها الاخرى وقالوا فيها كل جميل ولكن برغمٍ أيقنت بعد هذه الحلقة المميزة ، أن هذه الإنسانة الرائعة( خلقة وأخلاق) لم تعطَ حقها، بل أكاد أجزم أن هذه الشخصية لم تكتشف بعد ..بل ولم تكتشف نفسها وخباياها حتى الآن، هذه الفتاة معطونة بالإبداع والشعر والفن والأدب والإعلام لدرجة التشبع ، تعطر ذلك باللطف والحضور المحبوب ، تجلس في حضرتها وتتمنى لو تستمر الحلقة ساعات ، علما بأننا شعب ملول للبرامج الحوارية ولكنها عفراء ، وثقوا أن ماخرج منها من إبداع للناس حتى الآن أظنه لم يتجاوز العشر فقط مماتملكه فالقادم أحلى والله أعلم. قامتان في السودان جلسنا في حضرتهما لحظات مرت كالنسمة من روعتها وجمالها وجمال من قدمها وماقدم فيها. شكراً شرحبيل أحمد الفنان الشامل الوديع في طبعه...شكرا عفراء فتح الرحمن فراشة الفن والإعلام ,وللا .....أقول ليك ..يااخي ينصر دينك. أملي أن يحفظك الله من شر الحاسدين ويعينك على تقديم الروائع ...اللهم آمين