يسعدنا أن نلتقي بسفير دولة الأمارات العربية المتحدة الشقيقة سعادة السفير حسن أحمد الشيحي وكانت لنا معه هذه الجلسة.. بداية حدثنا عن شعوركم وأنتم تتلقون خبر تكليفكم بالعمل سفيراً للإمارات بالسودان ؟- لقد سررت جداً بهذا التكليف فأنا أعرف الإخوة السودانيين بأخلاقهم الحميدة وصفاتهم الجميلة سواءً كان ذلك من خلال وجودهم معنا بدولة الإمارات أو من خلال معرفتي بهم بالبلدان التي عملت بها سابقاً في السعودية ومصر وألمانيا وأعتز كثيراً بصلات وصداقات جمعتني مع كثير من الأخوة السودانيين وقد تعزز هذا الشعور كثيراً بعد حضورى للخرطوم فقد أشعروني وبصدق أني في بلدي وبين أهلي وعشيرتي . كيف تنظرون لمسيرة هذه العلاقات وما هي رؤيتكم لتطويرها ؟ - العلاقات الثنائية بين البلدين قديمة حتى قبل قيام الاتحاد وجمهورية السودان من أوائل الدول التي أقامت معها دولة الإمارات العربية المتحدة علاقات دبلوماسية وقد حدث ذلك في ديسمبر 1971م . كما أن الرئيس الراحل جعفر محمد نميري يعتبر أول رئيس عربي يزور الدولة بعد قيام الإتحاد . وبالمقابل فقد قام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- بزيارة للسودان عام 1972م تعتبر أول زيارة رسمية له خارج البلاد باعتباره رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة ولا زال صدى هذه الزيارة والتي جاب فيها كثيراً من أقاليم السودان المختلفة يتردد رغم مرور هذه السنوات الطويلة. ماذا عن العلاقات الاقتصادية بين البلدين وما هو رأيكم في مناخ الاستثمار بالسودان ؟ - شهدت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والسودان تطورا مطرداً وانعكس ذلك على حجم الاستثمارات الإماراتية في السودان التي ارتفعت لتصل إلى أكثر من 2 مليار دولار أمريكي في نهاية عام 2009 م ويعود ذلك علاوة على استثمارات الدولة لزيادة نسبة مشاركة القطاع الخاص الإماراتي في المشاريع الاستثمارية في السودان والتي شملت مختلف القطاعات الاقتصادية وقد تركزت المشروعات الإماراتية في القطاعات الأساسية الثلاثة الخدمي والصناعي والزراعي. هنالك تبادل تجاري كبير بين البلدين نود لو حدثتمونا عن حجم وواقع هذا التبادل التجاري؟ فيما يتعلق بالتجارة الخارجية بين الدولتين ووفقاً للإحصاءات الرسمية فإن جمهورية السودان تأتي في المرتبة 33 على خارطة تجارة الإمارات مع دول العالم بإجمالي قيمة وصلت إلى 1.1 مليار دولار أمريكي خلال عام 2009 بنسبة نمو وصلت إلى 57 % عن عام 2008 ، شكلت ما نسبته 0.6 % من إجمالي تجارة الإمارات مع دول العالم، وقد مال الميزان التجاري في العام 2009م لصالح السودان وذلك بفضل زيادة صادراته للامارات من الذهب والتي بلغت نسبتها 99% من هذه الصادرات . هل نتوقع استثمارات اماراتية في مجال الذهب ؟ - كما ذكرت لك فإن الاستثمارات الإماراتية بالسودان تمتاز بالتنوع ونحن نستثمر في كل القطاعات وليس هناك ما يمنع الدخول في مجال البحث عن المعادن وتنقيب الذهب ومفهوم الاستثمار عندنا يعني أن تلبي المشروعات حاجة المواطن من هذا الاستثمار لذلك نحاول أن تتفق رؤيتنا لما ننوي الاستثمار فيه مع الخريطة الاستثمارية الموجهة للاستثمار في البلد المعين وينطلق استثمارنا في جمهورية السودان الشقيقة من مبادئ العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين لذا فهو يكتسب خصوصيته من هذه الزاوية . كيف تنظرون لواقع ومستقبل العلاقات الثقافية والفنية بين البلدين وما هو دور السفارة في تحقيق التواصل في هذا المجال ؟ - ندرك تماماً أهمية العلاقات في هذا الجانب وهناك تبادل ومشاركات تتم من حين وآخر سواء على مستوي المهرجانات الأدبية والفنية أو المشاركات التي تتم في معارض الكتاب مثلاً وفي الواقع نحن نعتبر أن كل ذلك دون الطموح ودون مستوى العلاقات المتطورة بين البلدين في المجالات الأخرى ونتمنى أن يزداد هذا النشاط ويزدهر وهو نشاط بطبيعته يقوم على المبادرات الشعبية غير الرسمية ونحن من جانبنا نشجع هذا التوجه وندعم كل ما من شأنه أن يعزز هذه العلاقات وفقاً لرؤى قيادة البلدين لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين . هل من كلمة أخيرة تودون إضافتها سعادة السفير ؟ - أشكركم على هذا اللقاء وأتمنى لعلاقات البلدين كل تقدم وازدهار في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه فخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير وأن تتحقق تطلعاتهما ورؤاهما لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين .