مدني على الخط :صلاح حاج بخيت يتساءل الكثيرون .. لماذا لا تسفر الانتخابات في اتحاد الكرة بودمدني.. عن فوز العناصر الإدارية من أصحاب السيرة الذاتية الزاخرة بالعطاء والأفكار والتفرد. والمشبعة بالخبرات وكاريزما القيادة. والإجابة ببساطة هي أن الممارسة الانتخابية في زماننا البائس هذا.. لا تحتكم مع الأسف لمبادئ الديمقراطية التي يفترض أن تلتزم بها الأندية.. وهي مقبلة على انتخاب الاتحاد. واتحدى أي ناد يكون قد أجتمع مجلس إدارته .. ليس لتحرير المندوب الذي سيتقرع .. ولكن لدارسة برامج عمل القوائم المرشحة أولاً.. وهل تلبي رغباتهم وطموحاتهم .. ثم دراسة السيرة الذاتية للمرشحين بحياد تام لمعرفة قدراتهم على تطبيق برامجهم.. وعلى ضوء تلك الدارسات يحدد النادي موقفه صراحة ويعلن التزامه بالتصويت للقائمة المختارة. تلك هي الموجهات والمبادئ الاساسية التي يتفرض أن تسود في أروقة الأندية وهي مقبلة على الانتخابات التي يفترض أن تتصارع فيها البرامج والأفكار في سوح القوائم المتوشحة بعيداً عن صراع الأشخاص. إلا أن ما يحدث على أرض الواقع حالياً يقفذ فوق جثث كل تلك المبادئ ويؤثث لسلوكيات دخيلة على الوسط الرياض.. تتحكم فيها المنافع الخاصة والكسب الرخيص.. وتحتمي بالشلية والصحوبية وتستقوى بالحزب والسلطة وتمارس الإغراء.. ثم تعرض بضاعتها في سوق الانتخابات الذي تنتظره بفارغ الصبر كل ثلاثة أعوام لتتبضع فيه. وخلاصة الأمر أن الانتخابات ذات الديمقراطية المزيفة في زماننا هذا لا تفرز في الواقع نتائج تعبر حقيقة عن طموحات وآمال وتطلعات القاعدة الجماهيرية.. التي سرعان ما تكشف خواء عطاء المجلس المنتخب. بدليل الاتحاد الحالي قد شهد عهده انهياراً تاماً بكرة القدم بالمدينة العريقة.. التي كانت فيما مضى تتحكم على عرش الكرة الولائية بجدارة واقتدار وتمثل في الممتاز بثلاثة أندية.. سقط إثنان منهما وهما الرومان والأفيال والثالث يترنح ويلاحقه شبح الهبوط. هذا على النطاق المحلي.. أما في الإطار القومي.. فقد تلاشت تماماً مكانة المدينة وأندثر موقعها القيادي عندما كانت تستضيف كل اتحادات البلاد وتقود الثورات التي تطيح بالاتحاد العام الذي كانت ودمدني تتحكم في مفاصلة ولجانه وتفرض شخصيتها عليه فلا تضام أندية المدينة ولا تتعرض للظلم من الحكام. فأنظروا بالله عليكم أين الآن موقع ودمدني.. بعد أن تخطتها الأحداث وباتت اجتماعات كتلة الأوسط تعقد وقدار من ود الحداد والحصاحيصا والمناقل ونجحت تلك المدن بعد أن خطفت الأضواء عن مدني في زمن الغفلة .. نجحت في الدفع بمندوبيها لمجلس إدارة الاتحاد العام عبر كلية ولاية الجزيرة.. بينما فشلت ودمدني بكل تاريخها الباذخ في الفوز واحد في ا لاتحاد العام فتصووا أي هوان حاق بأم المدائن في عهد المتعصم. ورغم كل هذا التدهور وكوم الاخفاقات الواضح للعيان.. فيمتلكها العجب وتدهسنا الدهشة.. ونحن نرى العديد من الأندية لازالت تبصم بالعشرة لهادم النهضة الكروية المعتصم.. الذي فرط في ملكية استاد ودمدني التي تنازل عنها للاتحاد العام عشان خاطر النجيل الصناعي.. والتاريخ لن يرحم.