في يوم الثلاثاء 28 مايو 2015 أوردت صحيفة آخر في مانشيتها الرئيسي (استشهاد مراسل صحيفة آخرلحظة عبد اللطيف الحسن عبد السلام بمناطق عمليات جنوب كردفان) ، ليأتي الخبر على أهله كالصاعقة ويعم الحزن على جميع أهله في مدينة شندي ويقام العزاء. عبد اللطيف كان مراسلاً للصحيفة من مدينة شندي وكان مقرب جداً لرئيس تحرير آخر لحظة الأستاذ عبد العظيم صالح وعندما تلقى الخبر سافر أيضاً للعزاء وبعد عودته من العزاء إلى مقر الصحيفة تلقى العزاء في صديقه من كبار رجال الدولة ممثلة في نائب رئيس الجمهورية وقتها الحاج آدم ورئيس جهاز الأمن محمد عطا وعدد من الضباط وضباط صف وزملاء الشهيد. في اليوم الثاني للعزاء اتصل رقم غريب برئيس التحرير، حيث كان جالساً بمكتبه داخل مقر الصحيفة وعندما فتح الخط دار هذا الحوار القصير (المتصل: ألو .. سلام عليكم... رئيس التحرير يرد .. مرحب وعليكم السلام .. المتصل : أستاذ عبد العظيم صالح ... رئيس التحرير : نعم معاك عبد العظيم ... المتصل : احنا ناس العدل والمساواة ومعنا الأسير عبد اللطيف الحسن عبد السلام الآن وهو بخير فقط توجد طلقات أصابته في قدميه وسوف يتم علاجه ويوضع في الأسر ونحن نعلم الآن تقام له سرادق العزاء وأنا أطلب منك أن يكون العزاء في مكانه حتى لا يصيبه مكروه.. يصمت رئيس التحرير برهة من الزمن يقف مذهولاً من هذا الكلام ولا يعرف أيصدقه أم يكذبه.. وبعد دقايق يرد رئيس التحرير .. أنت جادي يا زول في الكلام ده .. المتصل أنا جادي وأنا متصل خلسة (بالدس) ولو عرفونا نتصل بك لقتلونا الاثنين معاً.. رئيس التحرير: طيب اعطيني عبد اللطيف لكي أتحدث معه ... المتصل : لا استطيع لأن هذا التلفون مراقب ولكن اسألني أي سؤال وسوف أوجهه له وأقوم بالرد نيابة عنه... رئيس التحرير : أسأله من هي والدته وإخوانه وأعمامه. .. المتصل يسأل ويجيب : أمه فلانة وإخوانه فلان وفلان وأعمامه فلان وفلان )... بعدها يصدق رئيس التحرير كلام المتصل والفرح يكاد يقفز من قلبه والدموع تنهال من عينيه فرحاً بحياة صديقه. اتصل رئيس التحرير بأهل الشهيد وأخبرهم بالخبر السار ولكن أخبرهم بأن يسير الحال كما هو في بيت العزاء .... الطريف في الأمر أن أهل الشهيد كلما يأتي شخص يشيل الفاتحة مع إخوانه يضحكون( تحت تحت) من شدة الفرح. قضى عبد اللطيف مدته في الأسر وبعدها أطلق سراحه ليعود لأسرته وأطفاله ليعيش بسلام معهم. بالأمس القريب كنا مدعوين لإفطار عند زميلتنا الدكتورة فدوى موسى الكاتبة بصحيفة آخر لحظة وكان معنا الشهيد عبد اللطيف كما يحلو أن يسميه رئيس التحرير, وبعد أن فطرنا طلبت من الشهيد أن يروي لي لحظاته مع الأسر وكيف استقبلها فقال لي .. إحنا كنا قوة متمركزة وفجأة تأتي قوة من العدل والمساواة تقتل من قتلته وتصيب من تصيبه ، وبعد ثواني يأتي اتصال لقائد كتيبة العدل والمساواة هناك هجوم عليهم ويجب التحرك فوراً .. وهنا يصدر القائد أمراً بالتخلص من جميع الأسرى الذين حالتهم خطرة ليرتاحوا من العذاب وبدأ الجنود بتنفيذ الأوامر والتخلص من رفقة عبد اللطيف جميعهم ، ولكن عندما أتى دور عبد اللطيف وبدأ الجندي بتعمير البندقية ليطلقها عليه وفي اللحظات الأخيرة من نهاية عبد اللطيف أتى فرد من العدل والمساواة وأبعد البندقية عن رأسه ليقول له هذا الشخص ليست إصابته خطيرة وتوجد فيه الروح .. سأل الجندي عبد اللطيف من أي قبيلة أنت رد عبد اللطيف من غير قصد أنه من مدينة شندي .. دعى الجندي الدكتور ليعالجه هنا صاح الدكتور .. لن أعالجه وكيف أعالج عدو لنا، وفي هذه اللحظة أخبره الجندي أن هذا الشخص من مدينة شندي حيث إن الدكتور أيضاً من مدينة شندي ... في هذه اللحظة بدأ الدكتور في علاجه حتى أتم الله له الشفاء والعودة بين أهله وأطفاله. الطريف في الأمر بعد عودته أن الأهل والجيران طالبوه بما دفعوه له في الكشف ومنهم من قال له دفعنا ليك حق الكشف مقدماً..!!