تداعى خلال الأيام الماضية الخُلص والأوفياء من أبناء منطقة الشجرة والحماداب عبر وسائط الإعلام المختلفة بغية تكوين آلية تهتم بأمر المنطقة والتي أصابها الإهمال كثيراً، على الرغم من رمزيتها وتاريخيها وإرثها الكبير، فمنطقة الشجرة تعد من المناطق المهمة التي رفدت المجالات المختلفة بأبنائها ودفعت بهم الى خضم واتون تلك التخصصات، سواءً كانت سياسية أو اقتصادية أو رياضية أو إجتماعية أو عسكرية. ولكن للأسف الشديد لم تنل حظها الكافي والوافي من الإهتمام الذي يليق بها كمنطقة كانت تعد في يوم من الأيام منتجعاً للحكام، حتى اشتق إسمها من أحدهم وارتبطت به كما هو معروف تاريخياً، علاوة على اهتمام الاخوة في شمال الوادي بها مما دعاهم الى إنشاء منطقة (الري المصري) والتي أسهمت كثيراً في رقي المنطقة بقيام الكثير من المنشآت والخدمات المرتبطة بها، حتى وصل الحال الى إنشاء مدرسة الشجرة العربية والتي كانت تعمل وفق المنهج المصري، وباساتذة وطاقم مصري بحت. ولا ابالغ إذا قلت إن تلك المدرسة كانت الوليد الشرعي لجامعة القاهرة فرع الخرطوم، كذلك تشتهر المنطقة بوجود منتجع الشجرة السياحي ومصائد الأسماك، وسوق الشجرة القديم وسوق الحماداب، وبوجود العديد من الفرق الرياضية والتي وصلت حتى الدرجة الثانية كفريق الشجرة وفريق الحماداب، إضافة لوجود الحركة الرياضية والثقافية في أندية الشجرة والحماداب والهدف والزهره والمدرعات، فالمنطقة في تقديري تعد من المناطق المهمة في خارطة الخرطوم، لذلك جاء تنادي وتداعي بعض أبنائها حتى تعود سيرتها الأولى، وقد تكللت تلك الجهود في هذا الشهر المبارك بانشاء منظمة تحمل اسم الأمل والعطاء إيماناً من القائمين على أمرها بأن المنطقة تحتاج الى هكذا عمل للنهوض بالمجالات المختلفة، سواءً كان على مستوى الصحة أو البيئة أو التعليم أو المرأة والطفل . وقد سرني جداً تفاعل أهل المنطقة بالمنظمة حيث تسلمت المنظمة فور تسجيلها جهازين من أحد أبنائها البررة ، يعملان على الإكتشاف المبكر للذبحة الصدرية، بما يبشر بأن العمل في المنطقة سيكون على قدر أهل المنطقة العظماء، ومن هنا نوجه رسالة لكل الأهل والمواطنين بأن يتنادوا على دعم المنظمة بالخطط والمقترحات والمشروعات، حتى تنهض المنطقة من جديد وتعود كما كانت واحة خضراء في قلب الخرطوم ولعمري لن يتأتى ذلك إلا بتضافر الجهود والتعاون والعمل الجماعي دون حجر لأحد، فالباب مفتوح على مصراعيه للمساهمات التي تثري عمل المنظمة وترتقي بالخدمات المختلفة، حتى يستمتع مواطن المنطقة بالراحة والرقي والتي افتقدها طويلاً وحتى تعود الشجرة وارفة وظليلة يستظل بظلها الجميع، فهي السودان المصغر بتنوع سكانها وجغرافيتها وطقسها المتباين، وقطعاً لا أعني الطقس المعروف من درجة حرارة وغيره ... وأنا ما بفسر وأنت ماتقصر!!..