جرت العادة كل عام أن يستغل المواطنون الساعات التي تلي إفطار رمضان في التسوق باعتبارها الأنسب، خاصة لربات المنازل، وذلك لتمكنهن من شراء أكبر قدر مما يحتاجنه من مستلزمات العيد، الذي لم يبقى على قدومه سوى عدة أيام، وتشهد العشر الأواخر من كل عام إزدحاماً غير مسبوق في الأسواق، مقارنة بباقي أيام السنة، حيث تشهد نوعاً من الإنتعاش والحراك الذي يرسم إبتسامة الرضى على وجوه التجار والباعة وحتى المشترين.. ولكن هذا العام يبدو أن الأمر مختلفاً، فما إن تطأ قدماك أحد أسواق العاصمة إلا وتصيبك الدهشة من الهدوء الذي عم معظمها، فلا أثر للزحمة والضجيج المتوقعين، فالمواطنون يمكنهم السير والتحرك بحرية دون الشعور بضيق المكان، وكما يمكنها رؤية المحال المصفوفة وما تحتويه بكل راحة. *الناس ماعندها قروش: جالت (آخر لحظة) في أسواق العاصمة، مستطلعة بعض أصحاب المحلات والزبائن مستفسرة عن أسباب الركود، وقد أجمع التجار على أن شح السيولة في أيدي المواطنين هي من أهم أسباب ضعف الحركة الشرائية في الأسواق، وحينما سألتهم الصحيفة (وين الزبائن)؟ فأجاب صاحب محلات مستلزمات نسائية، جلي ماهل (الناس ماعندها قروش والأسعار عالية عليهم).. موضحاً أن الموسم الحالي هو الأسوأ على أولياء الأمور، وذلك بسبب توالي المواسم عليهم، رمضان والعيد بالإضافة إلى موسم المدارس، فكل ذلك يمثل زيادة (مصاريف) أثقلت كاهلهم، وبدا ذلك واضحاً في وجه السيدة، أمل محمد وهي أم لثلاث أطفال أحدهم بمرحلة الأساس، والتي قالت (الله يكون في العون). *الستائر والمفروشات إكتست محلات الستائر بأحدث موديلات الستائر، ولكن أيضاً خلت شوارعها من الزبائن، وأرجع أصحاب المحلات ذلك إلى إتجاه الزبائن لشراء الضروريات ومستلزمات الأبناء لموسمي العيد والمدارس في المقام الأول، مؤكدين أن أعداد المرتادين لمحلاتهم هذا الموسم قليلة جداً مقارنة بالعام الماضي، وقد تراوحت أسعار متر القماش من (25_60) جنيه أو أكثر بحسب نوع وجودة وموديل القماش، كما تباينت أسعار ( الملايات) فقد بلغ سعر المقطع الإماراتي جوز (150_200)جنيه، وكذلك وصل سعر الجوز من الملايات الفخمة (800) جنيه، أما أسعار مفارش الطاولات، فبدأت أسعارها من (50) جنيهاً فأكثر بحسب النوع والمقاس وعدد القطع في كل طقم. *تراجع جودة المستورد: إرتفعت أسعار الملابس الجاهزة بشتى أنواعها، ولكن ملابس الأطفال والنسائية كانت الأكثر إرتفاعاً، وذلك لزيادة الطلب عليها، وفقد بلغ سعر فستان البناتي لأقل من 10 سنوات أكثر من (280) وسعر البنطلون الأولادي أكثر (90) جنيهاً والتي شيرت أكثر(60) جنيهاً، وتتراوح أسعار الفساتين النسائية ما بين (150_ 480) جنيهاً، وقال صاحب محل ملابس أطفال بأحد الأسواق، إن الأسعار ارتفعت بسبب إرتفاع تكاليف الإستيراد وشح العملة الأجنبية، مضيفاً أن إرتفاع التكاليف أدى إلى تراجع جودة البضائع المستوردة، كما أن المستوردين أصبحوا يجلبون بضائع رخيصة حتى تتماشى مع دخل المواطن المحدود. ومن جانب آخر كانت الحركة ضعيفة في محلات الجلاليب الرجالية والبوتيكات الشبابية، كما تعمد بعض التجار الإعلان عن البضائع الرجالية المخفضة في محاولة لجذب أكبر قدر من الزبائن . *مستحضرات التجميل: تشهد محلات مستحضرات التجميل والإكسسوارت حراكاً لابأس به في الأسواق، وخاصة بوتيكات الكريمات وأدوات المكياج والعطور، نسبة لحرص أصحابها على استجلاب الماركات الجيدة وطرح الجديد في موضات المكياج والمستحضرات، فقد بلغت أسعار بودرة الوجه ما بين (25_130) جنيهاً وسعر أقلام الكحل وتحديد الشفاه ما بين (5_35)جنيهاً، كما بلغ سعر أحمر الشفاه (25_75) جنيهاً وزجاجة طلاء الأظافر (5_35)جنيهاً.. والواضح أن الفيصل في هذه الأسعار هو جودة وماركة المنتج، أما أسعار العطور من (30_ 200) جنيه للعبوات 75مل و100مل كما فاقت أسعار العطور (البراند) (700) جنيهاً، أما كريمات الترطيب واللوشنات فتبدأ من( 45) جنيهاً فأكثر. *إقبال ضعيف على الأواني شكا أصحاب محلات الأواني المنزلية من ضعف الإقبال على بضائهم إلا من اواني تقديم (كعك العيد) والتي تبدأ أسعارها من (50) جنيهاً والتي تصل إلى أكثر من (500) جنيه بحسب نوع ومقاس ونوع الصناعة، كما بدأت أسعار نصف الدستة من (الكاسات والأكواب) من (45_150) جنيهاً .