رغم إعلان رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت عن تشكيل لجنة للتحقيق في الاشتباكات التي اندلعت يوم الجمعة الماضي قرب القصر الرئاسي بجوبا ماتزال القوات الحكومية والمعارضة بالجنوب بقيادة نائبه د. رياك مشار تتبادلان إطلاق النار، الأمر الذي أدى لسقوط المئات من الضحايا الأبرياء. واتهم جنوبيون بالخرطوم السلطات بتعمد إثارة النعرات والنكوص عن تنفيذ بنود الاتفاقية الموقعة بين الحكومة والمعارضة في أغسطس من العام الماضي، بينما رهن البعض هدوء الأوضاع بالتقسيم العادل للسلطة، (آخر لحظة) التقت بعدد منهم فإلى إفاداتهم: استطلاع:معاوية عبد الرازق – تصوير سفيان البشرى نبذ الحرب: يقول دانيل مجوك إن السياسة ليست حروب وصراعات كما يحدث الآن ومن المفترض أن تعود الأطراف لصوت العقل لتحافظ على النسيج الاجتماعي لمواطني الجنوب، ولن يتأتى ذلك إلا بنبذ الحرب.. دانيل دعا المجتمع الدولي للتدخل في شؤون بلاده من أجل الحفاظ على الأبرياء والعزّل. أحداث متوقعة: (الأحداث متوقعة وليست بالغريبة علينا) .. هكذا بدأ المناضل أبيض مجوك حديثه، وأضاف هناك تجار مستفيدون من الانفصال في الشمال والجنوب، حتى لا يكن هناك تقسيم عادل للسلطة خاصة في الدوائر السيادية التي حازت عليها قبيلة واحدة، وقال مجوك إذا لم يكف الرئيس سلفاكير ورياك عما يحدث أو يتنحى سيروح الكثير من الضحايا ويعم الهرج والمرج، وقطع بأن هناك حملة منظمة ضد مشار، ورهن الحلول بالتقسيم العادل للسلطة بعيداً عن القبلية والجهوية، وإذا لم تنتبه الدول الأفريقية ستدخل إليها بعض القبائل الجنوبية. ويضيف أبيض رغم المضايقات والمعاكسات إلا أن الوضع في السودان أفضل ومستقر، وأكد أن السودان يحتاج للجنوب، مثلما يحتاج الجنوب للسودان، ودعا لتبادل المنافع والاستفادة من خيرات البلدين. عهد جديد: أما وليام ديفيد فقد بدا متفائلاً رغم الحرب الطاحنة ، إذ توقع أن تكون الذخيرة التي تقتل الأبرياء آخر نار يتم إطلاقها في الجنوب، وبعدها سيعم السلام، وقال بالتأكيد لا أحد يريد الحرب، ولكننا قبلناها غصباً عنا وفرضت علينا، والاشتباك طبيعي جداً لأنه رد فعل فلا أحد يقبل بالظلم أو القتل، ويتساءل ديفيد لماذا تقبل الحكومة الحرب ثلاث سنوات ونحن وقعنا على السلام وارتضينا به؟، ولفت إلى مقابلة جهات للسلام بالحرب وفقاً لمصالحها الشخصية، وهنا لا بد من تدخل المجتمع الدولي لإقناع الرئيس بوقف الحرب أو التنحي. تقول تابيثا لور هناك جنوبيون يموتون دون أن نعرف الأسباب وبالطبع هم ضحايا لسياسات لا دخل لهم فيها، وجمع القوة والعتاد لطرد العدو لم يحدث بل وقع فيه أبناء البلد الواحد، ودعت للوحدة مع السودان ليعم الأمن والاستقرار. غير إنساني: مايفعله الرئيس سلفاكير غير إنساني فلا أحد يقوم بقتل شعبه، بهذه العبارة المقتضبة بدأ المواطن من دولة جنوب السودان غردون جوكيل، وقال إن المواطن دائماً ما يكون مواطن الحكومة، واتهم المجتمع الدولي المهتم بحقوق الإنسان بعدم مباشرة ما ينادي من أجله، وهذا يوضح أن كل ما يقال مجرد شعارات فقط لا وجود لها على أرض الواقع، ورهن وقف النزيف بمراجعة سلفاكير ما يفعله، ويعمل جاهداً على وقف اطلاق النار. نكوص عن الاتفاقية: أرجع جيمس قدوب تير ما يحدث لعدم جدية الحكومة في إنفاذ بنود اتفاقية السلام الموقعة في العام الماضي، وقال إنها واضحة ولا يوجد داعٍ لما يقوم به الطرف الآخر، حيث صارت المعارضة في حالة دفاع عن نفسها عكس الحكومة التي اتخذت الهجوم مسلكاً لها، وبالتأكيد سيدمر الأجيال القادمة والقتل المستمر يوضع عدم اهتمام سلفاكير بالأبرياء، وأرى أن القصد من ذلك تصفية عرقية والسعي لإبادة قبيلة بعينها وبالتالي ستصمت بقية القبائل مما يتيح له الاستمرارية في الحكم والجلوس على كرسي السلطة. تغييب الأحزاب: اعتبر قدوب أن هيمنة الحركة الشعبية على مفاصل الدولة سياسية لتغييب الأحزاب ولكنها انقلبت عليهم حيث ظهرت فيها الخلافات والصراع الذي أفسد معنى الاستقلال، خاصة وأن دولة الجنوب كانت من اأضل الدول الأفريقية اقتصاداً في العام 2013م وظهرت بها تنمية وبنى تحتية، وللأسف سرعان ما تدمرت ورجعنا خمسين عاماً للوراء، ورغم الهدنة ماتزال الأوضاع سيئة. سياسات خاطئة: وصف جيمس أن التوسع في 28 ولاية بدلاً عن 10 ولايات بالكارثة خاصة و هناك اقتلاع لأراضي مواطنين، وهذا يتطلب النظر بعين العقل وإعادة العهد السابق والابتعاد عن الولاءات الحزبية والانتماءات القبلية، واتهم المجتمع الدولي بالتخطيط لاغتيال رياك مشار واستدل بالإصرار على إدخال قواته قبل نقل القوى المتفق عليها بما فيها اليوغندية والرواندية من جوبا، كما مرت القوات المعتدية أمام أعين القوات الأممية دون أن تردعها، مما يوضح أنها تتبع مصالحها الشحصية مع الرئيس سلفا- والحديث لجيمس - وبالتالي لا أرى ضرورة لوجودهم، فهم مليشيات متدثرة باتفاقيات لا ناقة لنا فيها ولا جمل ولا تفيدنا البتة، وألمح إلى استهداف قبائل نيلية ظناً بأنها موالية للسودان، وطالب بمحاسبة رئيس دولة جنوب السودان لأنه يستغل المال العام لتمويل الحركات المسلحة، داعياً لإرجاع التعاون مع السودان في شتى مناحي الحياة وتنفيذ الحريات الأربعة بعيداً عن الوحدة.