أرقو واحدة من أجمل مدن السودان القديم..تميزت عبر تأريخ السودان بطبيعة خلابة ،وشعراء برعوا في التغني بجمالها ك(محمد صالح بركية)الذي فاقت شهرته الآفاق وعرفته الإذاعة السودانية أيام مجدها برائعته: خلاص يا أرقو نخلك بان في شاطئ النيل وقف ريقان ثواني نكون مع الحبان نشوف الرايقة لينا زمان وإبراهيم عبدالعزيز عثمان: أحنُّ إليكِ يا أرقو إلي أصحابِي في النادي أحنُّ إلي سواقيكِ مصدرَ إلهامي وإنشادي وإلي أشجاركِ السَمقي كأنها أسوارُ بغداد أحن إلي قماريك تُحيّي الرائحَ الغادي أرقو كما عرفتها قد تكون المدينه الأولى أو الثانية بالسودان بعد أم درمان ، من حيث المبدعين فلقد أنجبت الشعراء.. حمزه الملك طمبل، ومحي الدين فارس وأحمد فرح شادول ، وكمال الجزولي وحسن الأفندي والتجاني سعيد صاحب رائعتي وردي قلت أرحل أسيب خطواتي لزولا نسي الإلفة ومن غير ميعاد.. كل الطيوب الحلوة يا مولاتي والجيد الرقيق واللفتة والخصل اللي نامت فوق تسابيح الغريق وخطاك والهدب المكحل وفتنة التوب الأنيق في لحظة مرت كالظلال تعبر رؤاي إحساس عميق فتحتي جرح الليل عسى من صمتي ما قادر أطيق صحّيتي في نفسي الوجود ورجّعتي لعيوني النهار لو مرة بعدك يا زمان الغربة تجمعنا الصدف أنا كيف اعود من طيبة أول نظرة للدار منكسف وااا ضيعة الوتر اللي ما غنيت معاهو ولا عزف من صدفة عابرة بلا سلام قلبي الغريق في الهم نزف ياريتني ما شفتك ربيع ولا كان يلازمني الأسف صحّيتي في نفسي الوجود ورجّعتي لعيوني النهار ضاع الكلام ماتت حروف اللقيا قبال اهمسا والله ما غابت محاسنك لحظة لا الجرح اتنسى للّيلة ما وشوش نسيم في روضو وما غرد مسا للّيلة ما سافر عبير في الطيب يغازل نرجسة للّيلة يا حبي الكبير في حرقة لافيني الأسى صحّيتي في نفسي الوجود ورجّعتي لعيوني النهار وأرقو وهبت السودان الكاتب الكبير اللواء محي الدين محمد على ومدت المدينة الرائعة السودان بالسياسين المشاهير أمثال على محمود حسنين وعبدالوهاب عثمان ورجال الأعمال الخيرين أمثال: جاد غريب مقلد ومحمد علي موسى وعرفت أرقو بالإضافة للنيل والنخيل بجمال الحسان وكم تغنى لهن الفنانون كإدريس إبراهيم : بزهرة أرقو وغيرها. زرت أرقو هذا العيد لهدفين أحدهما حزين والآخر سعيد فلقد ازمعت الوصول إليها رابع أيام العيد لحضور زفاف ابني شقيقي الاكبر عبدالرحيم الإمام(عمر وعثمان) ولكن ماأن وصلت لكسلا قبيل العيد بيومين لقضاء العيد مع أبنائي حتى فوجئت بوفاة قريبنا وزوج بنت عمنا (علي عبدالجليل رحمه الله) فعجلت بالرحيل لأرقو مع أبناء عمي طارق وهاشم عبده محمدانى ووالدتهما وكانت رحلة من أطول الرحلات من كسلا إلى هيا ثم عطبرة وعبر جسر أم الطيور إلى كريمة ومنها لأرقو التي وصلناها بعد منتصف اليوم ، بعد أداء واجب العزاء بدأت جولة زيارات إلى أهلي في القرى بين الحقول والنخيل و(قيزان الرمال). وجدت الناس كما عرفنا السودانيين قديما ، نفوس صافية واللطف والابتسامة يقابلانك أينما ذهبت . الناس في كرمة وأرقو وأبته والبرقيق والخلاصاب والسرارية وماجاورها، يعيشون في أمان جميل،الكرم فياض والأسواق هادئة مليئة بالخيرات ولاضجيج فيها ولاصخب، الجيران يحبون جيرانهم ويسارعون لخدمتهم والوقوف معهم ، المساجد مليئة بالروحانيات ، يدخلها المصلون قبل وقت كافي قبل الصلاة فيتلون آيات من كتاب الله لاتشغلهم دنيا ولا يستعجلون في الخروج منها مباشرة بعد الصلاة. كل الناس في أرقو وماجاورها عاشوا عيدا رائعا، لم يعكر صفوه إلا أبناءهم الذين يقبعون في سجن دنقلا على ذمة قضية مشاجرة (عنصرية بغيضة) بين العرب والدناقلة على قطعة أرض لعب فيها شياطين الإنس والجن دورا كبيرا حتى سقطت فيها أرواح ، وظل الشباب محبسون على ذمتها لوقت طويل انهك أهلهم و أخذ الفرح من عيونهم أطفالهم فالعيد دون الأباء مؤلم وحزين، والحق بيّن والباطل بيَّن. أمل أخير: هى مناشدة للسيد رئيس القضاء البروفسور حيدرأحمد دفع الله أن يوجه بالحسم الفوري لهذه القضية لما لها من آثار اجتماعية في المنطقة على المدى الطويل..ألا هل بلغت اللهم فاشهد.