شهدت دار الفنانين بأم درمان ليلة أمس الأول انطلاقة مهرجان وردي الوطن بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل فنان أفريقيا الأول، وشهد الحفل عدداً كبيراً من أهل الفن من الشعراء والموسيقيين والمطربين والمطربات، وقد شارك في الحفل سيف الجامعة، محمود تاور، مجذوب أونسة، محمود تاور، هشام درماس، إنصاف فتحي، بالإضافة إلى كلمات قدمها د. محمد سيف رئيس نقابة الموسيقيين الذي قدم لمحات من حياة وردي وإسهامه الكبير في الحياة الفنية السودانية. هذا وستتواصل فعاليات المهرجان يوم الأحد القادم بالمسرح القومي بأم درمان عبر حفل كبير بمشاركة عدد من المطربين. ومن جانبه تحدث معنا الشاعر عبدالقادر أبوشورة عن علاقته بالفنان محمد وردي وقال عندما كنت مسؤول الإعلام في مشروع الرهد الزراعي، كنت أنظم شهرياً حفلاً ترفيهياً للعاملين، وأذكر في العام 79 قدمنا الدعوة لمحمد وردي ولم يتقاضَ مالاً، ووردي تربطني به علاقات إنسانية ممتدة ووردي إنسان مرهف وبسيط لكن وضوحه وصراحته كانت سبباً في الاعتقاد الخاطئ بأنه متعالٍ لكن حبه لفنه جعل منه إنساناً مصادماً وصريحاً. وذكر أن وردي كان يدخل النص لثلاث مراحل، مرحلة ما فوق السطور بينها وما تحتها، لأنه يفهم ما يرمي له الشاعر، لذا جاءت أعماله متقنة ولم تخضع للصدفة، فهو رجل علمي في اختياراته، وأشار إلى أن التعليم قد يكون سبباً في عملية تجويده لعمله الإبداعي، الساحة فقدت فناناً وموسيقاراً كبيراً، ووردي حول الأغنية الوطنية إلى عاطفية من خلال اللحن الذي يشعرك بالطرب، لذا جاءت أغنياته أكثر والجمهور دائماً ما يكون شريكاً أصيلاً في الغناء مع وردي. الفراغ واضح في المسموع الآن من أغنيات أعماله هي التي وضعته في هذا المصاف، وهي التي تفتح له المسار والاختيار لم يكن سودانياً، بل كان أفريقياً ووردي كان يتمتع بحس فني عالي أذكر أنه حكى لي عن ناقده الأول، وقال لي هل تعرف من هو الناقد الذي يجعلني أتوقف عن الغناء, فذكر أنه عندما يشرع في تجهيز أي عمل فني جديد، يجمع حوله مجموعة من الأطفال، ويعمل على قياس تفاعلهم معه وفي حال شعر بملل سرعان ما يتوقف ويفكر في تغيير اللحن، أما إذا اندمجوا معه عندها يواصل. وعن أغنية (حدق العيون) والاسم الصحيح (وطن الشموخ) التي جمعته بوردي، يقول أبوشورة كنت أنشر قصائدي في الصحف حتى أعرف صداها، وبعد أن نشرتها في صحيفة الأيام، ووجدت وردي موجوداً في العمل، وبعد أن نشرت أذكر في العام 1986 أنني التقيته في أستديو وردي فون والذي كنا نجتمع فيه نحن مجموعة من المبدعين،, وعندما رآني قال لي ضاحكاً قصيدتك قدامي، فقلت له يا ريت تكون عجبتك، فرد طبعاً، وبعد 3 أشهر قدمها وردي في مسرح القوات المسلحة عبر حفل غنائي كبير.