أنا رجل قصير وابني ناطحات سحاب، هذه العبارة البراقة قالها لنا البناء عادل محمد الشهير بعادل الظريف، عندما سألته عن مهنته التي يحب ويعشق، ومن فرط محبته لها ظل حريصاً على التمسك بها رغم مغريات عديدة، منها السفر والاغتراب ليلتحق بمهن أخرى قد تغير من وضعه المادي كما حكى (شايف اليد الخشنة دي، كان ممكن تكون منعمة، لكن خليها خشنة عشان ترمم الصدوع والشقوق في مباني أهلنا الطيبين، يدي دي لما تمسك المحارة بتتحول من خشنة ليد رقيقة وبتعمل حاجات جميلة) عادل يبدأ عمله في الثامنة صباحاً ويظل يغني ويطلق النكات مع رفاقه (صباح البنا الطويل بنقصر مسافته بالغنا والونسة، ودي أهم حاجة لزول شغال بنا، السكات صعب لازم نكسر حدة النهار والحر القلاية بالغنا الجماعي.. تعرف كل العمال المعاي أصواتهم جميلة وبحبوا الطرب – يضحك بأعلى صوته - أنا بقيس ذوق الزول من خلال صوته، لازم يكون عندك إيقاع عشان تقدر تجيب الفرق في البنا، ولازم تكون منسجم مع هذا العشق الطين والأرض). عادل الظريف مشواره مع البناء بدأ منذ 20 عاماً، وخلالها أنجز مبانٍ لا تحصى ولا تعد كما قال، لكن هناك بيوت لن ينسى أصحابها، فقد دخل في مناكفات معهم (جاني راجل قبل سنوات واتفق معاي ابنى ليهو بيت وبمواصفات صعبة جداً وكل ما انتهى يغير رأيه ويقول لي عدل، واعمل إضافات، البيت بنيناه في سنة كاملة، وقبل ما يكتمل سافر وما سلمنا قروشنا، والمبلغ ما كان هين، كل فترة والتانية أجي أراجع البيت عشان أقابله، في النهاية باع البيت لزول تاني، يا اخي أكلني حقي)، عادل الظريف ضحك وصفق بكلتا يديه وأضاف لو قابلته تاني إمكن يغالطني ويقول لي دا ما أنا).