شهر بؤونة: بعد أن انتهت آحاد الخمسين المقدسة بحلول الروح القدس، والذي كان ألسنة من نار استقرت على تلاميذ المسيح، والنار هنا كانت للتطهير وليس للتدمير، تعود كنيستنا الخالدة إلى الشهور القبطية وعظات الآحاد فيها، وبؤونة يفلق الحجر للحر الشديد فيه ونرجو أن يفلق أحجار الإثم والجحود فينا، حتى تنخفض كل أكمه في قلوبنا، وتأخذ كلمة الرب طريقاً مستقيماً في حياتنا . ويقع أنجيل القداس في أنجيل {مت 12 : 22 -27} وهو انجيل يذكر العديد من الكلمات النافعة لحياتنا الروحية: 1-أول درس في علم الروح هو المعجزة التي جاءت في آية واحدة، حيث يقول عدد واحد هو22 : حينئذ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه، هذه معجزة فهذا هو نفسه معنى آية، ولقد أعطانا الله أن نتابع هذه الآيات معجزات في حياتنا، وأذكر أنني في بدء تعرفي على الكتاب المقدس كنت أختار آية من كل أصحاح أقرأة، وكنت أحفظ هذه الآية عن ظهر قلب، وأقيم فيها شعاراً لحياتي اليوم كله، إنني أريد أن أذكر بأهمية القراءة اليومية في الكتاب المقدس، لقد علمني الآباء الروحيين أن قراءة ثلاثة أصحاحات في العهد القديم وأصحاح في العهد الجديد كافية، لأن تقرأ الكتاب المقدس كله في عام واحد، ومع الوقت شعرت ببركة آيات الله في كتابه فصرت أقرأ وأقرأ بدون حد أدنى ولا أعلى حتى أنني خلال ثلاثة أشهر، وعندما كان يقهرني المرض وجدت تعزيتي في قراءة الكتاب المقدس، فقرأته كاملاً من التكوين إلى الرؤيا، ولم أحرم قلمى من التعليقات، وشعرت بالجديد وبأن الكتاب بحر زاخر لم يقدر أحد منا أن يصل إلى الشاطئ الثانى فيه، وأيضاً لم أحرم نفسي من الكتابة من واقع ما قرأت في الكتاب المقدس . إن الكنيسة القبطية كنيسة تلتزم بالانجيل فهى كنيسة أنجيلية، تقدم لنا في كل أحد أنجيل بالتحديد يكون محوراً روحياً للاسبوع كله، وفي كل قداس نقرأ البولس من رسائل بولس، والكاثوليكيون من الرسائل الجامعة، والأبركسيس من سفر أعمال الرسل، والمزمور والأنجيل . والكنيسة منذ القدم تطالبنا بقراءة الكتاب المقدس كله ثلاث مرات في السنة، مرة على طول أيام العام، ومرة في الصوم الكبير، ومرة ثالثة في أسبوع الآلآم والذي نقرأ فيه الآن الأناجيل الأربعة، إضافة ما حددته الكنيسة من قراءات مختارة تتفق مع المناسبة العظيمة. 2- المعجزة حدثت مع شخص مثلث العاهات مجنون أعمى أخرس، وله عاهة رابعة هي أنه أصم لا يسمع، وهذه العاهات الأربع تلازم الخاطئ إن أصر على طريق الخطية، وتتركه عندما يترك الخطية ويلتصق بالله ، فالخاطئ مجنون لا يدرك ماهو لصالحة، ويخرب جسده وبيته وجيبه، وهو مجنون لأنه يغلق آذانه عن نداءات الله نحوه أن تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم، المجنون يمشي على النار وتكتوي قدماه، ويختار الشر فتلتهب يداه ، وتتعطل أجزاء جسده إن صمم في جنونه علي الخمر .والخاطئ أعمى لا يرى، أمامه طريق البر ولكنه يختار الشر، أمامه الطريق والحق والحياة ولكنه لايرى ، ولا يعرف بل ربما يريد أن لا يرى خريطة الطريق نحو الحياة، والأعمى أيضاً ليست لدية فرصة أن يقرأ كلام الله وبالتالي هو لا يعيره إلتفاتاً . والخاطئ أخرس يتكلم مع نفسه كالهزيان، ولا يعرف أن يتكلم مع الله في التأمل والصلاة، وهو أخرس لا يقوى على أن ينطق بعظائم الله.والخاطئ أيضاً أصم لا يسمع، ينفصل عن العالم كله ولكنه لا يتحد بالله . 3- والدرس الثالث من المعجزة في آية أو الآية المعجزة تتجه نحو هؤلاء الذين أحضروة إلى يسوع ، لقد جاءوا فعلاً إلى الموقع الصحيح، واختاروا اختياراً صحيحاً، وإنهم بالضبط مثل الأربعة الأصدقاء الذين حملوا المفلوج إلى السيد المسيح والذين يرمزون إلى الأربعة أناجيل، الحمدلله كل مجنون أعمى أخرس أصم عندما يأتى إلى يسوع ينال الشفاء، ورسالة الأصدقاء أن يحضروه إلى يسوع ، حتى يقع عليه ويلمسه يسوع، ويتلامس هو مع يسوع ، ويتحقق الشفاء من كل داء 4-أما الأتهام الذي وجهَ إلي السيد المسيح بأنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشيطان ، فلقد دافع يسوع بما يفيدنا، وأكد الشطان لا يخرب بيته، وإن كل مملكة منقسمة علي ذاتها تخرب، وكل بيت منقسم على ذاته يخرب ، اللهم نجنا من الانقسام لأن إنقسام الممالك أضاع المسيحية في بلاد النوبة، وانقسام البيوت جعلنا نفقد سلامنا الألهى.