قبل أن يجف مداد البيان الذي أصدرته قوى نداء السودان عقب اجتماعها الأخير في العاصمة الفرنسية باريس، والذي أعلنت فيه موافقتها على التوقيع على خارطة الطريق، سارعت الحكومة وآلية 7+7 إلى تجديد رفضها قيام المؤتمر التحضيري، الذي اشترطت نداء السودان قيامه في أديس أبابا، عقب التوقيع على الخارطة بدولة جنوب أفريقيا . موافقة الحكومة ورغم تأكيدات قوى نداء السودان على التزام الآلية الإفريقية رفيعة المستوى بقيام المؤتمر التحضيري وضمان مشاركة الحكومة السودانية، إلا أن وزارة الخارجية أعلنت رفضها مجدداً للمشاركة في أي مؤتمر تحضيري يفضي إلى حوار جديد بالخارج، لكن رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم قال في بيان توضيحي أصدره أمس الأول إن ثامبو أمبيكي سلمهم خطاباً ممهوراً بتوقيع مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم محمود نقل عبره موافقة الحكومة على المشاركة في المؤتمر التحضيري، بيد أن عضو آلية (7+7) كمال عمر جدد في ندوة سياسية بمقر أمانة شباب المؤتمر الوطني أمس رفضهم لقيام المؤتمر التحضيري، وأوصد الباب أمام أي محاولة لتمرير رغبة المعارضة في قيام المؤتمر، إلا أنه قال إن وفداً من الآلية سيلتقي بقوى نداء السودان بعد توقيعها على خارطة الطريق والجلوس معها لسماع قضاياها وايجاد حلول لها، وأضاف أن الحركات المسلحة يمكنها التفاوض منفردة مع الحكومة بغرض ترتيب أوضاعها عبر تفاوض مباشر مع الحكومة ينحصر في معالجة إشكالتها وليس عبر حوار جديد تديره الحكومة مع الحركات . بوث في الخرطوم لكن قوى نداءالسودان كشفت خلال مؤتمر صحفي أقامته أمس الأول بدار حزب الأمة عن حضور دولي وأقليمي لاجتماع باريس، ما يعني أن المجتمع الدولي والإقليمي أصبح لاعباً أساسيا في قضية المؤتمر التحضيري التي تصر عليها قوى نداء السودان وترفضها الحكومة، وربما تتعرض الحكومة لمزيد من الضغوط من المجتمع الدولي، خاصة وأن طائرة المبعوث الأمريكي بوث قد هبطت مطار الخرطوم فجر أمس، وسجل زيارة خاطة إلى الفاشرالتقى خلالها مسؤولين، وعاد إلى الخرطوم ليلتقي مسؤولين حكوميين، وهي الزيارة الثانية خلال الشهر الحالي للمبعوث الأمريكي لدولة السودان وجنوب السودان، وربما الدافع الأساسي لبوث هذه المرة هو ملف قوى نداء السودان، ومحاولة إسناد خطوات التوقيع على خارطة الطريق بممارسة مزيد من الضغوط على الطرفين، وحث الحكومة على قبول مطلب المعارضة الوحيد المتمثل في قيام المؤتمر التحضيري تحت أي مسمى منعاً للحرج . خطوات مؤمنة زيارة بوث ربما تدفع أحزاب الحوار الوطني إلى اتخاذ خطوات جدية في أن تمارس مزيداً من الضغوط على الحكومة حتى لا تنصاع لرغبات المجتمع الدولي وتقبل بالمشاركة في المؤتمر التحضيري، لاسيما بعد البيان التوضيحي لجبريل إبراهيم، والذي كشف فيه عن موافقة حكومية للمشاركة في المؤتمر التحضيري، لكن كمال عمر بدا مطمئناً للموقف الحكومي خلال الندوة السياسية، حيث قال إن الحكومة وعبر مندوبها لدينا إبراهيم محمود، أطلعنا على كافة الخطوات التي تتخذها منفردة فيما يختص بالحوار الوطني، واستبعد عمر أن تكون الحكومة قد دفعت بخطاب لثامبو أمبيكي بالموافقة على المشاركة في المؤتمر التحضيري، وأضاف أن أحزاب المعارضة وعبر آليتها اتفقت على رفض المشاركة في مؤتمر المعارضة، ووافقت على الجلوس مع قوى نداء السودان لسماع قضاياهم التي أغفلتها أوراق الحوار ولم تناقش، وأستغرب عمر مطالبة الحكومة وإصرارها على قيام المؤتمر التحضيري، في وقت يقف فيه قطار الحوار الوطني حاليا عند محطة تسليم التوصيات، ثم سيبدأ في السادس من أغسطس القادم في التحرك إلى محطة انعقاد الجمعية العمومية وإجازة التوصيات، لكنه لم يقفل الباب أمام الممانعين في اللحاق بركب الحوار، لاسيما زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، وقال إن المهدي مهم جداً في العملية السياسية ومرحب به في أي وقت يرغب فيه الانضمام إلى ركب الحوار الوطني، وأضاف قائلاً (كل الخطوات تجاه الإمام المهدي مؤمنة تماماً) .