رجل شفيف وعفيف ومثقف، كلمات نطق بها رئيس تحرير صحيفة الصيحة، والصحافة السابق النور أحمد النور، وهو يغالب حزنه ويكفكف دمعه، وهو يتحدث عن رفيق دربه وزميل مهنته الراحل المقيم حسن البطري، وأضاف النور: البطري قضى حياته في حركة شباب الاتحاديين في الجامعات المصرية.. وكان يعمل في بيع الورق والكتب.. ولديه علاقة وطيدة مع الكتب يحب القراءة بشدة، مما كان له الأثر الكبير في زيادة معرفته وثقافته، ويمتاز البطري بالهدوء في كل حياته، وكان مترفعاً عن الصغائر وواسع الصدر ومنفتحاً على الآخرين، ويميل للحوار الفكري، ولديه تجربة كبيرة في الحياة وشجاع وكريم جداً ومنزله مفتوح للجميع نشاْته ولد حسن محمد علي البطري بالولاية الشمالية منطقة مقاشي في بداية الخمسينات، وانتقل إلى عطبرة عقب وفاة والده، وهو أب لولد وبنتين، ومن أبرز الشباب بالحزب الاتحادي الديمقراطي في ذلك الوقت، وكان يستقطب الطلاب السودانيين الموجودين بمصر، ومؤسس مدرسة الكادر التي تقوم بتثقيف الشباب المنضمين للحزب. دراسته درس البطري مراحله الدراسية حتى الثانوي بعطبرة، حيث كانت تعيش أسرته مع خاله، وكان متفوقاً في دراسته هو وشقيقه، وكان يضرب بهما المثل، وانتقل للخرطوم لدراسة العلوم بجامعة الخرطوم، والتي كان لا يدرس بها إلا الطلاب المتفوقين، ودرس بكلية الهندسة ولم يكمل دراسته بها وتم فصله، وقام بالذهاب لجمهورية مصر العربية للدراسة بالأزهر الشريف، وتم قبوله بكلية العلوم قسم الهندسة، ولكن قرار حسني مبارك القاضي بمنع العرب من دراسة الهندسة بمصر جعله يتجه لدراسة الكيمياء التمسك بالراي وتحدث عنه وزير الدولة بوزارة الثقافة الأسبق سيد هارون القيادي بالاتحادي الديمقراطي قائلاَ: البطري صديق من الدرجة الأولى، عرفته في فترة الشباب عندما كان طالباً بالقاهرة، وكان من أنشط الطلاب، وسهل التعامل وغير متشدد، ويأخذ الأمور بحكمة، كان متجاوباً مع الجميع وعلاقته طيبة مع كل الأطراف داخل الحزب الاتحادي، رغم اختلافهم في الانتماء، ويشهد له الجميع بنزاهته في عمله الصحفي وحياديته التامة ومهنيته، وهو صاحب تجربة سياسية عالية، ولايعرف الخلاف ومتمسك برأيه في الانتماء للحزب الاتحادي، وصاحب مدرسة الكادر التي يقوم فيها بتثقيف الشباب المنتمين للحزب، وقدم الكثير من التضحيات من أجل الحزب، ويحب الشعر والفن وهو من بلد الفنان عثمان حسين ويعشق أغانيه، ويمتاز البطري بالبساطة وكان مثله الأعلى الشريف حسين الهندي، ولديه علاقة قوية جداً بالسيد محمد عثمان الميرغني، وكان صديقاً لكل القيادات بالحزب، وعلاقته بالجميع طيبة ومتوازنة، وتربطه صداقة قوية بالأستاذ علي محمود حسنين، وأكثر ما مايميزه الفرح والمرح والتواصل الاجتماعي الذي لا يجاريه فيه أحد، ولايفرط في اتحاديته ولايحب الغلو والتطرف شاعر واديب وقال عنه زميل دراسته أزهري علي محمد تزاملنا مع البطري في مصر، ودرسنا بعلوم الأزهر، وكان يمتاز بكتابة الشعر، وهو أديب وكاتب وناشط سياسي من الدرجة الأولى، ومارس العمل السياسي في عمر مبكر برابطة الاتحاديين الديمقراطين بمصر، وعمل بجريدة النداء التي كان يصدرها الحزب عقب عودته من القاهرة، وتنقل بين عدد من الصحف حتى استقر به المقام أخيراً بجريدة الصحافة، وهو صاحب تعامل راقي وحساس جداً ومرهف وعلاقته طيبة بالجميع حتى الأحزاب السياسية الأخرى. مدهش في كلماته وفي حديث آخر عن البطري قال دكتور نور الدين أحمد عبد الله مدير مشروع تمويل التصدي لمخاطر المناخ بالمجلس الأعلى للبئية والموارد، قابلت البطري بالقاهرة صدفة، وأصبح صديقاً شخصياً ولم نفترق حتى رحيله عن الدنيا الفانية، وقد جمعتنا أشياء كثيرة مشتركة منها حبه للشعر والأدب، وهو مدهش في كلماته ومتمكن من تفاصيل السياسة السودانية، وعلى إطلاع دائم بالسياسة العالمية، وكان يدرس بجامعة الخرطوم في باديء الأمر وانتقل للقاهرة للدراسة بها، ودرسنا في باديء الأمر هندسة، ولكن أصدر نائب رئيس جمهورية مصر في ذلك الوقت حسني مبارك قراراً يقضي بمنع الطلاب العرب عموماً من دراسة الطب والهندسة، واخترنا دراسة العلوم، واتجه البطري لدراسة علوم الكيمياء التي فضلها على الإعلام في ذلك الوقت رغم حبه له، وكان يمارسه وتعلق به، وكانت بدايته الإعلامية بصحيفة النداء