رسمه: لؤي عبدالرحمن » التاريخ يعيد نفسه « بهذه العبارة ابتدر أحد أبناء جنوب السودان تعليقاً في موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك على خروج لام أكول رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي وزير الزراعة بدولة الجنوب عن جوبا وإعلانه الاستقالة عن جميع المواقع التنفيذية والسياسية ،مشيراً إلى أن لام بمثل خروجه في وقت سابق مع د. رياك مشار وانشقاقهم عن الحركة الشعبية الأم بقيادة قرنق وتوقيعه اتفاقية الخرطوم للسلام خرج مرة أخرى ليلتحق بمشار ، وإن كان هنالك تشابه بين الواقعتين إلا أن د.لام اكول لم يعلن عن أنه انضم الى رياك مشار وإن أكد سعيه لتشكيل جبهة وطنية عريضة ضد سياسات النظام الحاكم في جوبا حالياً والذى يقوده سلفاكير ميارديت. أكول في خدمة السودان: لام أكول الذي ولد في العام 1950م وينحدر من قبيلة الشلك وموطنه أعالي النيل مدينة ملكال تنقل إلى مدن أخرى بالجنوب عندما كان يافعا بصحبة والده الطبيب البيطري الذي عمل فترة بمدينة بانتيو حاضرة ولاية الوحدة ، وقد درس الهندسة بجامعة الخرطوم ثم نال الدكتوراة في الهندسة الكيميائية من جامعة لندن ، وعمل بميناء بورتسودان ثم عين معيداً بجامعة الخرطوم ليلتحق بعدها بالتمرد في العام 1986م ، وفي العام 1990م انشق وكون الفصيل الموحد المؤلف من أبناء الشلك ثم أنشأ مع مشار حركة واحدة باسم حركة استقلال جنوب السودان كان هو مسؤول الأمانة الخارجية فيها، وقبيل الاتفاق كان قد ذهب إلى فرنكفورت حيث التقى بعلي الحاج ، وفي الوقت الذي أتى فيه مع رياك ووقع الأخير الاتفاقية وقع لام اتفاقية فشودة عام 1979م. فرصة الخروج: التضييق الذي لازم لام أكول عقب الانفصال جعل الكثيرين يستبعدون إمكانية خروجه خارج بلاده سيما وأنه كان تحت الإقامة الجبرية لفترة طويلة ، ولكن مكانته السياسية ووزنه هناك جعلا منه وزيراً للزراعة في حكومة الوحدة الوطنية التي تم تشكيلها بموجب الاتفاق الموقع بين الحركة الشعبية المعارضة بقيادة رياك مشار وحكومة الجنوب ، ولما سنحت له فرصة المشاركة في مؤتمر بهولندا عن الزراعة بحكم منصبه تجددت الأحداث مرة أخرى بعاصمة جنوب السودان وطفق سلفا يبحث عن مشار لاعتقاله حياً أو القضاء عليه ومن معه وهو الذي لم يرضي أكول الذي رأى وجوده خارج الجنوب فرصة للحرية واتخاذ المواقف الصعبة فقرر الاستقالة¡ وقال في مؤتمره الصحفي بالعاصمة الأثيوبية قبل يومين «نحن نتشاور الآن حول تنظيم صفوفنا لتقوية المعارضة ضد الحكومة»، وأضاف «نظراً لأن الاتفاق ميت، ولا يوجد فضاء سياسي حر في جوبا، فإن الطريقة الوحيدة المنطقية لمعارضة هذا النظام لاستعادة السلام الحقيقي هي تنظيم الصفوف خارج جوبا». تنقلات سياسية: قبل الانفصال تقلد لام أكول منصب وزير النقل وعند عودة مشار للتمرد أصبح عضواً في المؤتمر الوطني ثم خرج عنه وكون حزب العدالة مع الراحل مكي بلايل ، بعدها عاد للحركة الشعبية مرة أخرى ورجع للخرطوم بموجب اتفاقية نيفاشا التي أصبح بموجبها وزيراً للخارجية في الفترة من 2005 وحتى العام 2007م ، وشهدت حقبته ملفات صعبة بحق السودان سيما فيما يتعلق بملف دارفور مثل نشر القوات الدولية والتي كان موقفه فيها قوياً ما حسبه البعض لصالح الحزب الحاكم الأمر الذي أغضب قيادات الحركة التي أبعدته عن المكتب عندما عقدت مؤتمر التنظيم في العام 2008م فخرج مغاضباً وأسس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي ، فتعرضت كوادره بحسب الصحفي الجنوبي سبت مجوك إلى التعذيب والملاحقة بجنوب السودان من قبل نظام سلفا واستمر الحال حتى بعد الانفصال حيث بقي هو في الخارج متنقلاً بين السودان ومصر وكينيا إلى أن اختلف سلفا مع مشار في العام 2013 فرأى كير استقطابه للداخل ووقع معه اتفاقاً قضى بعودته إلى جوبا في انتخابات العام 2010م، ترشح لام أكول لمنصب رئيس حكومة جنوب السودان ووفقاً لسبت مجوك فإن لام عندما ذهب في إطار حملته الانتخابية إلى بحر الغزال تم حصبه بالحجارة من قبل أناس تابعين لسلفاكير ، ويمضي سبت قائلاً إن حنكة لام أكول وذهنه المتفتح جعلاه يتحدث للنوير بلغتهم وكذلك الدينكا بجانب لغته كشلكاوي هذا فضلاً عن العربية والإنجليزية ، وحصل على أصوات مقدرة إلا أن النتيجة كانت لصالح سلفاكير الذى يملك السلطة والثروة.