يبدو أن الحكومة بمثل عزيمتها التي قضت بها على الحركات المسلحة في جبل مرة عازمة على إنفاذ هذه العزيمة القوية في مجال تنمية الجبل بمحلياته الأربع¡ حيث بدأت أولى خطواتها بنقل حكومة ولاية وسط دارفور بكامل طاقمها من زالنجي حاضرة الولاية إلى مدن أخرى هناك تأكيداً على استتباب الأمن والاهتمام بالمناطق على قدم المساواة¡ وتوج الاهتمام الحكومي بنفرة دشنها نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن بقاعة الصداقة بالخرطوم تهدف لجمع المال من الخيرين على امتداد السودان لأرض طالما افتخر بها السودانيون لما تزخر به من كنوز مادية وبشرية وقيمية. تعايش وتلاحم: بالرغم من أن غالبية سكان جبل مرة من قبيلة الفور، الآن القاعة الرئاسية امتلأت عن آخرها برموز من مختلف الأوساط في المجتمع ويمثلون قبائل متعددة منهم من هم من ولايات أخرى غير دارفور ، وقد جسد الحضور التلاحم الذي تعيشه دارفور وأكد التعايش السلمي والسلام الاجتماعي ، وماعزز هذه اللوحة أن ممثل قبيلة السلامات عندما صعد للمنصة في فقرة الإعلان عن التبرعات أعلن عن تبرع قبيلته ب 100 رأس من الأبقار الحلوب و100 رأس أخرى من الضأن، أما قائمة الحاضرين فقد تصدرها حسن برقو ومحمد عيسى عليو القيادي بقبيلة الرزيقات وعبود جابر رئيس مجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية ومفوض العون الإنساني ووزير الإرشاد وأحمد سعد عمر القيادي بالحزب الاتحادي وزير مجلس الوزراء إلى جانب عثمان كبر وصديق ودعة رجل الأعمال المعروف واللواء عبدالرحمن الصادق مساعد رئيس الجمهورية وموسى محمد أحمد مساعد رئيس الجمهورية والشرتاي أزهري شطة ووالي جنوب دارفور آدم الفكي ووالي غرب دارفور خليل. ترحيب بالمعارضين: نائب رئيس الجمهورية الأستاذ حسبو محمد عبدالرحمن قال إن نفرة إعمار جبل مرة أتت لرمزية المنطقة وأنها ستستمر، ووجه التلفزيون القومي والإذاعة بتبلغ النداء عبر برامجهم المختلفة وأن يتم فتح حساب بنكي لكي يساهم فيه كل أهل السودان ، مشيداً بولاية سنار التي قال إنها أول ولاية استجابت وتابع نريد أن يساهم معنا كل الوزراء وندعوا أبناء دارفور لاستكمال الحوار وأن يأتوÇ إلى السلام لجهة أنه لايوجد حل غير العملية الحوارية وخاطب غير الموقعين بقوله، قلوبنا وعقولنا مفتوحة لكم وبدلاً من أن تعملوا مرتزقة في ليبيا ودولة جنوب السودان أفضل أن تأتوا، معبراً عن ترحيبه بما أعلنت عنه قوى نداء السودان من اعتزامها التوقيع على خارطة الطريق التى قدمتها الوساطة الأفريقية لحل المشكل السوداني بأديس أبابا ووقعت عليها الحكومة. صندوق لاعمار الجبل: حسبو أعلن تعهد الحكومة بدفع 5 مليارات لكل محلية من محليات جبل مرة وتكوين صندوق لإعمار مناطق الجبل ،وناشد كل اهل السودان بالمساهمة ،وقال إن السودانيين جبلوا على الكرم والشهامة ، لافتاً إلى أن سكان جبل مرة لا يريدون الأكل والشرب وإنما هم أناس منتجون يمكنهم الإنتاج الوفير إذا قدمت لهم المعينات ، مشيراً إلى أنه وجه بإكمال طريق جبل مرة وأورد أن هدف رئاسة الجمهورية هو تعزيز السلام والأمن. خطة متكاملة: من جانبها قالت وزيرة الرعاية الاجتماعية الأستاذة مشاعر الدولب رئيس اللجنة القومية لإسناد جبل مرة¡ إن النفرة ستتداعي لها كل ولايات السودان ، مشيرة إلى أن اللجنة تشكلت بتوجيه من نائب رئيس الجمهورية وتحركت منذ انطلاق عمليات التحرير من التمرد ، انها تضم كل الوزرات ذات الصلة سيما الصحة والتعليم والزكاة والكهرباء والمياه الى جانب المالية ومنظمات المجتمع المدني وبدانا بالتدخلات العاجلة حيث وفرنا ما تحتاجه المناطق من إذا وكساء ومياه والان المرحلة الحالية تتمثل في ادماج المواطنين في مناطقهم مؤكدة انه تم رصد كل الاحتياجات وان هنالك خطة متكاملة لانفاذها والايفاء بها. إزالة المهددات: والى وسط دارفور الشرتاي جعفر عبدالحكم قال في مطلع مخاطبته لبرنامج النفرة إن القوات المسلحة رفعت التمام بتطهير كل جبل مرة وإن مجلس وزراء حكومته تحرك بعد ذلك وعقد اجتماعاته في ركرو ومنطقة وقولو وتأكد لنا أن المهددات الامنية قد اذيلت تماماً، مبيناً ان قولو عاد اليها حوالي 140 ألفاً من المواطنين وعاد إلى ركرو وسرتوني 12 الف نسمة وان المساعي جارية إلى إعادة من تبقوا في منطقة طويلة وقد جلسنا مع الإدارات الأهلية والشباب وتأكدنا من أن الجميع راغبون في السلام فقمنا بتأهيل أكثر من 200 مضخة ومحطة مياه واستلمنا عدد مقدر من سيارات الاسعاف ووزعنا 75 طناً من التقاوى المحسنة على المزراعين كما أن ديوان الزكاة أتى بعدد كبير من المحاريث التى تتوافق مع طبيعة المنطقة. جانب من التبرعات: أبرز التبرعات كانت 2 مليار من القطاع الصناعي في السودان ،ومليار من اتحاد المصارف السوداني ، وتبرع السلطان احمد سلطان الفور بتجليس 4 مدارس وصيانة 5 مدراس أخرى وفرش 4 مساجد و10 آلاف مصحف ومبردات مياه وإنشاء 3 خلاوي باسم السلطان على دينار وقفاً له ، وتبرع مفوض العون الإنساني بمليار للعودة الطوعية و30 مولد كهربائي و30 طلمبة مياه وتاهيل 10 مدارس أساس بدعم من جامعة الدول العربية، وأعلن حسن برقو عن تبرع رجال الأعمال بغرب دارفور ب500 الف وقدم حسن هلال وزير البيئة نصف مليون دولار لمشوع نشر السياحة البيئة في جبل مرة ومنظمة ذي النورين الخيرية أتت ب200 ألف جنيه، أما موسى محمد أحمد مساعد الرئيس فقد أعلن عن مركز صحي متكامل باسم صندوق الشرق، ليتبرع الأستاذ الصادق الرزيقي رئيس اتحاد الصحفيين بمرتب شهر من كل عضوية الاتحاد.