الأستاذ القامة ولد عيسى زيادة، معلم عرفه السودان كافة مديرياته، وهو من المعلمين الذين هم أسماء في حياتنا، وهو من الدناقلة يا رسول الله، ومن الذين اترقوا الى ناظر مدرسة ذلك في عهود الثلاثينيات، وهو من مواليد حفير مشو بدنقلا وهو رجل ذكاء وعبقرية وساخر سريع النكتة وطريف العبارة، وقد شهدته وهو على أعتاب الخمسة وتسعين عاماً في أحد مؤتمرات الاتحاد الاشتراكي في حكومة الجنرال نميري، وهو شيخ هرم يتوكأ على عصاته التي له فيها مآرب كثيرة.. وكانت تجمعنا مديرية واحدة هي الشمالية بحدودها القديمة وعاصمتها الدامر.. ولما جئت لمدرسة الدامر 1924م كنا نسمع بأسماء قدامى المعلمين والنظار الذين غادروا المدرسة، وكانت لهم صولة وجولة وكنا نسمع بالشيخ العاقب نور الهادي، وهو من الرباطاب لست أدري وكذا لمع عندنا اسم ولد عيسى الناظر العملاق وهؤلاء المعلمون قد لا يعرفهم الجيل الحالي، ولكن المخضرمين من الدناقلة يعرفونهم وربما يكون ولد عيسى زيادة درس بعضهم، ومن الذين عاصروه طلبة أو معلمين أرجو إن كان هناك خطأ أن يوافوني على تلفوني 914599511. وكنا في تنظيم الاتحاد الاشتراكي حزب حكومة النميري، وكنا نحن قبيلة الإدارة الأهلية العُمد والمشايخ نتظاهر بالمايوية، ولكننا ضدها ودخلنا البرلمان علماً بأن النميري شطب الإدارة الأهلية، وكلنا من الدناقلة والرباطاب والجعليين نحمد الله اجتمعنا لانتخاب اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، وفي توزيع المقاعد حصل هناك مقعد زائد اختلفنا حوله وأحتد النقاش حول هذا المقعد، وطلبوا رفع الجلسة حتى حين، وذهب الدناقة واجتمعوا مع شيخهم ولد عيسى صاحب الرأي، وقال للدناقلة سيروا من خلفي لهؤلاء الجعليين الأشاوس وسوف أنتزع المقعد منهم براحة، وجاءنا يتوكأ على عصاه ذات المآرب وهو رجل زاده الله بسطة في الجسم وفي الدهاء، وقال لينا كيف حالكم الجعليين الفرسان عقاب المك نمر وعبد ود سعد، وأثار حميتنا بهذا القول، وقال كنت معلماً في دامر المجذوب، وكدت أكون جعلياً ودامرياً، وطلبت الجنسية الجعلية، ويا جماعة هذا المقعد المتنازع عليه نحن دايرنو ولية- يعني إمرأة- ولذلك أكرمونا بيه وهنا ثار حماس الجعليين لكلامه ووقف رئيس لجنة الجعليين نحن نتنازل عن هذا المقعد لهذه الولية، وعليّ الطلاق عمنا ولد عيسى لو داير مقعد تاني نعطيه له، لو عندكم دنقلاوية له وهكذا عرف ولد عيسى من أين يؤكل الكتف، وانتزع المقعد للولية، وهناك طرفة حكاها لي الأخ علي فقير المدير الإداري والمالي بجريدة آخر لحظة- (وفقير من سدنة مايو لليوم)- قال في تلك الطرفة إن الرئيس النميري جاء زائراً دنقلا وبعد اللقاء الجماهيري، قال النميري لمحافظ المديرية إنه يريد أن يزور أستاذه ولد عيسى زيارة في قريته (حفير مشو)، وطلب من المحافظ أن أركب مع الرئيس لتلك الزيارة ووصلنا منزله، ولكننا لم نجده وطلب مني النميري أن أحضر له قطعة فحمة، وكتب بها على الباب أستاذي ولد عيسى (حضرنا ولم نجدكم) تلميذكم النميري، وتحركنا وهنا شاهدنا ولد عيسى يتوكأ على عصاه، ونزل النميري وسلم عليه بتقبيل يده قائلاً تلميذك جعفر النميري، حضرنا لمنزلكم ولم نجدك قال له ولد عيسى طيب نرجع للبيت.. قال النميري لود عيسى لا بنقدر نرجع للبيت، لأن المحافظ عامل غداء، وضحك ود عيسى قائلاً هم ناس المحافظ لسع بتغدوا وسمح له.. وفي الطريق النميري سألني ما معنى كلام ود عيسى ناس المحافظ لسع بتغدوا قلت له يا ريس ود عيسى أستاذك وأنت تلميذه بتفهموا كلام بعض، وهكذا كان ود عيسى الساخر يقصد أن الحالة بين الشعب كعبة، وهناك مجاعات وغلاء في الأسعار وما زال ناس المحافظ بتغدوا ويأكلوا والشعب جيعان!! وهكذا أرجو من أبناء الدناقلة المخضرمين أمثال الفريق بكري حسن صالح نائب رئيس الجمهورية، وهو جعلي ولكنه أخذ الجنسية الدنقلاوية، والإداري القديم ابراهيم عبد الحليم رئيس منظمة الزبير الخيرية، والسيد بدوي الخير، والابن عبد الوهاب، محمد أحمد مدير بنك العمال وغيرهم من الدناقلة يا رسول الله وفاتني أن أذكر عمر قرين عمدة الدناقلة بحي الهدى، وهو عاليابي جعلي، ولكنه سيطر على الدناقلة بالحي وصار عمدة دناقلة، أرجوا من هؤلاء أن يعلقوا على هذه الاستراحة إن كانت عندهم معلومات أكثر، وفاتني أن أذكر سامنتوت المهندس وهو دنقلاوي 100٪ ولكنه الآن بأمريكا مهاجر، رجائي التعليق من هؤلاء ربما يكون ولد عيسى درس بعضهم أو عاصروه في صغرهم وسلام على أولئك المعلمون، وتلك الليالي وعلى ذلك الجيل من المعلمين هذا ولد عيسى زيادة جئني بمثله.