لم استغرب لرفض عبدالواحد محمد نور ولا رفض الحزبين الشيوعي والبعث التوقيع على خارطة الطريق، في الوقت الذي وقعت عليها أحزاب ذات ثقل جماهيري مثل حزب الأمة القومي، وقوى مسلحة مثل الحركة الشعبية، وحركة مناوي وغيرها من التنظيمات السياسية والعسكرية، التي ضربت الأخماس في الأسداس في ظل معطيات كثيرة داخلية وخارجية حسبتها بحساباتها، ثم سارعت بالموافقة على طريق الحل السلمي. يأتي عدم استغرابي لرفضهم من أن حركة عبدالواحد والشيوعي والبعث يعرفون أن التوقيع على خارطة الطريق يعني التقدم مع المتقدمين بالتفاوض الى الأمام .. وأن كل خطوة الى الأمام تعني الاقتراب من الحل السياسي الشامل، الذي يخافه أصحاب الأوزان الجماهرية التي توصلهم لكراسي السلطة... وبالتالي فإن الرفض يأتي خوفاً من هذا الآتي.. خاصة وأن التفاوض الذي يأتي هذه المرة مسنوداً برغبة قوية من الحكومة مدعوماً برغبة قوية من المجتمع الدولي، بعد أن فشلت القوى الكبرى التي عملت على إسقاط النظام بكل السبل لتأتي بمن وعدتهم من حلفائها المعارضين لخلافة الحكومة.... وبالتأكيد أن شعارات إسقاط النظام بالقوة- التي فشلت فيها القوى العالمية الكبرى- لن تحققها أحزاب مثل الشيوعي والبعث أو حركة عبدالواحدة المعروفة.. ومن هناء يأتي الموقف المنطلق من الخوف من مستقبل قادم لا يسرها، وقدرة لا تمتلكها على المنافسة عبر صناديق الاقتراع. حاجة تانية: لقد زادت التصريحات التي أدل بها المهندس ابراهيم محمود حامد في أديس، حول تواصل الاختراقات الإيجابية في التفاوض، من تفاؤلنا بإعلانه التقدم في التفاوض حول كثير من القضايا نسبة تصل الى 90% وقوله ما تبقى يمكن تجاوزه بتوفر الجدية من الحركة الشعبية.. المهندس ابراهيم من قيادات الحكومة التي عرفت طوال الفترة الماضية بأنها الحريصة على الوصول للسلام الشامل والحل السياسي، الذي ينقل البلاد الى مرحلة جديدة، فكانت التصريحات تخرج منه بحساب. حاجة أخيرة: ننتظر بتفاؤل أيضاً عودة الإمام الصادق المهدي الى البلاد، ومعه قيادات الحركات والتنظيمات التي وقعت على الخارطة، للمشاركة في الحوار الوطني، الذي قال المهدي عن مخرجات حواره الذي جرى بقاعة الصداقة عندما جاءت فوق التوقعات.